وفي التقريظ ، والتقديس لعبد الرحمن بن ملجم.
وكلّ ما رووه وما لفّقوه في فضل الصحابة الأوائل ، وفضل الأمويين ، ومعاوية ، والشام ، وما إلى ذلك من آلاف الرويات التي كانت تنتجها مصانع أبي هريرة من عشرات الرّواة الذين استعملهم معاوية للدّس ، والكذب ، وتشويه الإسلام.
هذه المرويّات يجب قبولها ، ولا يجوز ردّها لأنّ رواتها من العدول ، والعادل لا يتعمد الكذب ، والذين اتبعوا معاوية وسايروه طيلة ثلاثين عاما من حكمه ، هؤلاء كانوا على الحق والهدى ، وحتى الّذين سمّوا الحسن بن علي ، وقتلوا الحسين ، وأصحابه وفعلوا ما فعلوا من الجرائم في الكوفة وغيرها ، كانوا محقّين أيضا ، ومن المهتدين ، لأنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال على حدّ زعمهم :
أصحابي كالنجوم بأيّهم اقتديتم اهتديتم (١) ، ومن هو أولى بالاقتداء به من معاوية الذي كان الوحي كلما نزل على النبي يتفقده ويسلّم عليه ، ويوصي به ، كما تدعيه مرويّات تلك الطغمة من أنصاره إلى كثير من أمثال هذه الأحاديث التي أفرزتها مصانع أبي هريرة ، وابن العاص ، وابن جندب ، وكعب الأحبار وغيرهم ، في معاوية ، وبني أمية ، ومن سبقهم من الخلفاء ، وغير ذلك ، واختلطت بين الصحيح من حديث الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم.
ولو لا المخلصون من أهل البيت ، وشيعتهم ، وقليل غيرهم من بقية المحدّثين ، لفقدت السنة أبرز سماتها ، وانطمست معالمها ، وكنوزها ، بسبب ما أدخلوه عليها من التحريف والبدع ، والمفتريات.
__________________
(١) طعن في هذا الحديث ابن تيمية وقال : ضعّفه أئمة الحديث فلا حجة فيه.