الخالة يحيى وعيسى عليهماالسلام».
وقال أبو نعيم الحافظ الأصبهاني : حدثنا إسحاق بن أحمد ، حدثنا إبراهيم بن يوسف ، حدثنا أحمد بن أبي الحواري ، سمعت أبا سليمان يقول : خرج عيسى بن مريم ويحيى بن زكريا يتماشيان ، فصدم يحيى امرأة فقال له عيسى : يا بن خالة لقد أصبت اليوم خطيئة ما أظن أنه يغفر لك أبدا. قال : وما هي يا بن خالة؟ قال امرأة صدمتها. قال : والله ما شعرت بها قال سبحان الله بدنك معي فأين روحك؟ قال : معلق بالعرش ولو أن قلبي أطمأن إلى جبريل لظننت أني ما عرفت الله طرفة عين.
فيه غرابة وهو من الإسرائيليات.
وقال إسرائيل عن أبي حصين ، عن خيثمة ، قال : كان عيسى ابن مريم ويحيى بن زكريا ابني خالة وكان عيسى يلبس الصوف ، وكان يحيى يلبس الوبر ولم يكن لواحد منهما دينار ولا درهم ولا عبد ولا أمة ولا مأوى يأويان إليه ، أين ما جنهما الليل أويا ، فلما أرادا أن يتفرقا قال يحيى :
أوصني. قال : لا تغضب. قال : لا أستطيع إلا أن أغضب. قال : لا (١) تقتن مالا. قال : أما هذه فعسى.
* * *
وقد اختلفت الرواية عن وهب بن منبه : هل مات زكريا عليهالسلام موتا أو قتل قتلا؟ على روايتين فروى عبد المنعم بن إدريس بن سنان ، عن أبيه ، عن وهب بن منبه ، أنه قال : هرب من قومه فدخل شجرة فجاءوا فوضعوا المنشار عليهما ، فلما وصل المنشار إلى أضلاعه أن فأوحى الله إليه : لئن لم يسكن أنينك لأقلبن الأرض ومن عليها. فسكن أنينه حتى قطع باثنتين.
وقد روى (٢) هذا في حديث مرفوع سنورده بعد إن شاء الله.
وروى إسحق بن بشر ، عن إدريس بن سنان ، عن وهب أنه قال : الذي انصدعت له الشجرة هو شعيا ، فأما زكريا فمات موتا فالله أعلم.
وقال الإمام أحمد : حدثنا عفان ، أنبأنا أبو خلف موسى بن خلف ، وكان يعد من البدلاء ، حدثنا يحيى بن أبي كثير ، عن زيد بن سلام ، عن جده ممطور ، عن الحارث الأشعري أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : إن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات أن يعمل بهن وأن يأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن ، وكاد أن يبطىء فقال له عيسى عليهالسلام : إنك قد أمرت بخمس كلمات أن تعمل بهن وتأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن ، فإما أن تبلغهن وإما أن أبلغهن. فقال : يا أخي إني أخشى إن سبقتني أن أعذب أو يخسف بي. قال : فجمع يحيى بني إسرائيل في بيت المقدس حتى امتلأ المسجد فقعد على الشرف فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : إن الله عزوجل أمرني بخمس كلمات أن أعمل بهن
__________________
(١) و : فلا.
(٢) و : وقد ورد.