وقد قال الإمام أحمد : حدثنا عفان ، حدثنا حماد ، أنبأنا علي بن زيد (١) ، عن يوسف بن مهران ، عن ابن عباس أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «ما من أحد من ولد آدم إلا وقد أخطأ أو هم بخطيئة ليس يحيى بن زكريا ، وما ينبغي لأحد يقول أنا خير من يونس بن متى».
علي بن زيد بن جدعان تكلم فيه غير واحد من الأئمة ، وهو منكر الحديث. وقد رواه ابن خزيمة والدارقطني من طريق أبي عاصم العباداني ، عن علي بن زيد بن جدعان بن مطولا. ثم قال ابن خزيمة : وليس على شرطنا.
وقال ابن وهب : حدثني ابن لهيعة ، عن عقيل ، عن ابن شهاب ، قال : خرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم على أصحابه يوما وهم يتذاكرون فضل الأنبياء فقال قائل : موسى كليم الله. وقال قائل :
عيسى روح الله وكلمته. وقال قائل : ابراهيم خليل الله [وهم يذكرون ذلك](٢) فقال : «أين الشهيد ابن الشهيد ، يلبس الوبر ويأكل الشجر مخافة الذنب»! قال ابن وهب : يريد يحيى بن زكريا.
وقد رواه محمد بن إسحاق وهو مدلس ، عن يحيى بن سعيد الأنصاري ، عن سعيد بن المسيب ، حدثني ابن العاص ، أنه سمع رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «كل ابن آدم يأتي يوم القيامة وله ذنب إلا ما كان من يحيى بن زكريا».
فهذا من رواية ابن إسحاق وهو من المدلسين وقد عنعن هاهنا.
ثم قال عبد الرزاق : عن معمر ، عن قتادة ، عن سعيد بن المسيب مرسلا.
ثم رأيت ابن عساكر ساقه من طريق أبي أسامة ، عن يحيى بن سعيد الأنصاري ، ثم رواه ابن عساكر من طريق إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني خطيب دمشق ، حدثنا محمد بن الأصبهاني ، حدثنا أبو خالد الأحمر ، عن يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن المسيب ، عن عبد الله بن عمرو قال :
«ما أحد إلا يلقى الله بذنب إلا يحيى بن زكريا. ثم تلا (وَسَيِّداً وَحَصُوراً) ثم رفع شيئا من الأرض فقال : ما كان معه إلا مثل هذا ، ثم ذبح ذبحا!
وهذا موقوف من هذا الطريق وكونه موقوفا أصح من رفعه والله أعلم. : وأورده ابن عساكر من طرق عن معمر : من ذلك ما أورده من حديث إسحاق بن بشر ، وهو ضعيف ، عن عثمان بن ساج (٣) ، عن ثور بن يزيد ، عن خالد بن معدان ، عن معاذ عن النبي صلىاللهعليهوسلم بنحوه.
وروي من طريق أبي داود الطيالسي وغيره ، عن الحكم بن عبد الرحمن بن أبي نعيم ، عن أبيه ، عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة إلا ابني
__________________
(١) علي بن زيد بن جدعان ، قال حماد بن زيد «كان يقلب الأحاديث» وذكر شعبة أنه اختلط. وقال أحمد «ليس بشيء».
وقال أبو زري : «ليس بقوي يهم ويخطىء» وقال أبو حاتم : لا يحتج به. وقال الدارقطني : «لا يزال عندي فيه لين».
المغني في الضعفاء للذهبي (٢ / ٤٤٧ / ٤٢٦٥).
(٢) سقطت من م وأثبته من و.
(٣) ابن سباح.