بسم الله الرّحمن الرّحيم
مقدّمة النّاشر
الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد ، إله الأولين والآخرين ، أرسل رسوله بالهدى والحق. وأخرج عباده من الظلمات إلى النور بما بعث إليهم من الأنبياء والمرسلين ، الذين اختارهم من صفوة البشر وأذكاهم وأخبرهم وعلمهم حكمته. وجملّهم بهديه وشرائعه. تنساب من خلال سيرتهم العطرة صورة الإيمان الحق. وخص كل نبي منهم بتعامل وتكليف ، وابتلى ، كل نبي بقومه (لَقَدْ كانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبابِ) [١٢ يوسف : ١١١].
وفصل سبحانه ذكرهم في كتابة العزيز أيما تفصل : (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ.) [١٨ / الكهف : ١٣]. ومنهم من لم يقصص : (وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْناهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ) [٤ / النساء : ١٦٤]. كما جاءت أخبارهم المتصلة السند إلى النبي صلىاللهعليهوسلم.
وفي هذا الكتاب «قصص الأنبياء» يتعرض مصنفه الحافظ ابن كثير (صاحب التفسير المعروف) لجملة الأخبار فيحقق ما ثبت رفعه للنبي صلىاللهعليهوسلم معتمدا في نقلها على الكتاب والسنة.
ويميز بين الصحيح منها والسقيم. وينبذ الخبر الاسرائيلي والأحاديث المشكوك بصحتها.
وإيمانا منا بما لهذا السفر النفيس من جزيل الفائدة وعميم النفع نقدمه للقراء الأعزاء بهذه الحلة القشيبة والإخراج الجديد معتمدين فيها على أدق النسخ المحققة والمضبوطة. والمقابلة على عدة نسخ مخطوطة ومطبوعة من كتاب «البداية والنهاية» لابن كثير ومن أهم هذه النسخ :
١ ـ نسخة مصورة عن مخطوطة محفوظة بمكتبة ولي الدين بالآستانة. وقد رمز إليها في حواشي الكتاب بالحرف (و). وهي بدورها مقارنة على نسختين مخطوطتين محفوظتين بدار الكتب المصرية برقم (تاريخ تيمور ٢٤٤٢) ورقم (تاريخ ٣٦٠٩).
٢ ـ نسخة مطبوعة من كتاب البداية والنهاية تم طبعها بمطبعة السعادة عام ١٣٥١ ه ، ١٩٣٢ م.
كما تم تخريج الآيات القرآنية الواردة في الأصل بين قوسين معكوفين [] يضمان رقم السورة واسمها ورقم الآية ويردان بعد كل آية في الأصل لسهولة الرجوع إليها.
راجين أن نكون قد حققنا الغاية المرجوة ، والله من وراء القصد.
الناشر