ذكر ما وقع من الأمور العجيبة في حياة إسرائيل فمن ذلك :
قصة يوسف بن راحيل
وقد أنزل الله عزوجل في شأنه وما كان من أمره سورة من القرآن العظيم ، ليتدبر ما فيها من الحكم والمواعظ والآداب والأمر الحكيم. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم :
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ* إِنَّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ* نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِما أَوْحَيْنا إِلَيْكَ هذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغافِلِينَ.) [١٢ / يوسف : ١ ـ ٣]
وقد تكلمنا على الحروف المقطعة في أول تفسير سورة البقرة. فمن أراد تحقيقه فلينظره ثم ، وتكلمنا على هذه السورة مستقصى في موضعها من التفسير. ونحن نذكر هاهنا نبذا مما هناك على وجه الإيجاز والنجاز.
وجملة القول في هذا المقام : أنه تعالى يمدح كتابه العظيم الذي أنزله على عبده ورسوله الكريم ، بلسان عربي فصيح ، بين واضح جلي ، يفهمه كل عاقل ذكي زكي. فهو أشرف كتاب نزل من السماء ، أنزله أشرف الملائكة على أشرف الخلق في أشرف زمان ومكان ، في أصح لغة وأظهر بيان.
فإن كان السياق في الأخبار الماضية أو الآتية ذكر أحسنها وأبينها وأظهر الحق مما اختلف الناس فيه ، ودمغ الباطل وزيفه ورده.
وإن كان في الأوامر والنواهي فأعدل الشرائع وأوضح المناهج ، وأبين حكما وأعدل حكما.
فهو كما قال تعالى : (وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً) [٦ / الأنعام : ١١٥]
يعني صدقا في الأخبار ، وعدلا في الأوامر والنواهي.
ولهذا قال تعالى : (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِما أَوْحَيْنا إِلَيْكَ هذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغافِلِينَ) أي بالنسبة إلى ما أوحى إليك فيه.