المهديّ عليهالسلام أمان لاهل الأرض والسماء
٢٤٠ ـ روى الشيخ الصدوق رحمهالله بإسناده عن جابر بن يزيد الجعفيّ ، قال : قلت لأبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليهمالسلام لأيّ شيء يحتاج إلى النبيّ والإمام؟ فقال عليهالسلام : لبقاء العالم على صلاحه ، وذلك أنّ الله عزوجل يرفع العذاب عن أهل الأرض إذا كان فيها نبيّ أو إمام ، قال الله عزوجل : (وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ). وقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : النجوم أمان لأهل السموات ، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض ، فإذا ذهبت النجوم أتى أهل السماء ما يكرهون ، وإذا ذهب أهل بيتي أتى أهل الأرض ما يكرهون. يعني بأهل بيته الائمّة الّذين قرن الله عزوجل طاعتهم بطاعته فقال : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ)(١).
وهم المعصومون المطهّرون الّذين لا يذنبون ولا يعصون ، وهم المؤيّدون الموفّقون المسدّدون ، بهم يرزق الله عباده ، وبهم تعمر بلاده ، وبهم ينزل القطر من السماء ، وبهم يخرج بركات الأرض ، وبهم يمهل أهل المعاصي ولا تعجل عليهم بالعقوبة والعذاب ، لا يفارقهم روح القدس ولا يفارقونه ، ولا يفارقون القرآن ولا يفارقهم ، صلوات الله عليهم أجمعين (٢).
كلام للشيخ الصدوق
قال الشيخ الصدوق رضى الله عنه : وتصديق قولنا إنّ الإمام يحتاج إليه لبقاء العالم على صلاحه أنّه ما عذب الله عزوجل أمّة إلّا وأمر نبيّها بالخروج من بين أظهرهم ، كما قال الله عزوجل في قصة نوح عليهالسلام : (حَتَّى إِذا جاءَ أَمْرُنا وَفارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ)(٣).
وأمره الله عزوجل أن يعتزل عنهم مع أهل الإيمان به ولا يبقى مختلطا بهم ، وقال عزوجل : (وَلا تُخاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ)(٤).
__________________
(١) النساء : ٥٩.
(٢) علل الشرائع ١٢٣ ب ١٠٣ ح ١ ؛ بحار الأنوار ٢٣ / ١٩.
(٣) هود : ٤٠.
(٤) هود : ٣٧.