قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الإمام المهدي عليه السلام في القرآن والسنّة

الإمام المهدي عليه السلام في القرآن والسنّة

الإمام المهدي عليه السلام في القرآن والسنّة

المؤلف :سعيد أبو معاش

الموضوع :العقائد والكلام

الناشر :مجمع البحوث الاسلامية

الصفحات :603

تحمیل

الإمام المهدي عليه السلام في القرآن والسنّة

34/603
*

على الأخرى بالقرآن ، كان الرجحان أولى.

لزوم وجود الخليفة

ولقوله عزوجل : (وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ) ـ الآية في الخطاب الّذي خاطب الله عزوجل به نبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله لمّا قال : (رَبُّكَ) من أصحّ الدليل على أنّه سبحانه يستعمل هذا المعنى في أمّته إلى يوم القيامة ، فإنّ الأرض لا تخلو من حجّة له عليهم ، ولو لا ذلك لما كان لقوله : (رَبُّكَ) حكمة ، وكان يجب أن يقول : «ربّهم». وحكمة الله في السلف كحكمته في الخلف لا يختلف في مرّ الأيام وكرّ الأعوام ، وذلك أنّه عزوجل عدل حكيم لا يجمعه أحدا من خلقه نسب ، جلّ الله عن ذلك.

وجوب عصمة الإمام

ولقوله عزوجل : (وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) ـ الآية معنى ، وهو أنّه عزوجل لا يستخلف إلّا من له نقاء السريرة ليبعد عن الخيانة ، لأنّه لو اختار من لا نقاء له في السريرة ، كان قد خان خلقه ، لأنّه لو أنّ دلّالا قدم حمّالا خائنا إلى تاجر ، فحمل له حملا فخان فيه ، كان الدلال خائنا ، فكيف تجوز الخيانة على الله عزوجل وهو يقول ـ قوله الحق ـ : (أَنَّ اللهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخائِنِينَ)(١) وادّب محمّدا صلى‌الله‌عليه‌وآله بقوله عزوجل : (وَلا تَكُنْ لِلْخائِنِينَ خَصِيماً)(٢) فكيف وأنّى يجوز ان يأتي ما ينهى عنه ، وقد عيّر اليهود بسمة النفاق ، وقال : (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ)(٣).

وفي قول الله عزوجل : (وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) حجّة قويّة في غيبة الإمام عليه‌السلام ، وذلك أنّه عزوجل لمّا قال : «إنّي جاعل في الأرض خليفة» أوجب بهذا اللفظ معنى ، وهو أن يعتقدوا طاعته ، فاعتقد عدوّ الله ابليس بهذه الكلمة نفاقا

__________________

(١) يوسف : ٥٢.

(٢) النساء : ١٠٥.

(٣) البقرة : ٤٤.