هؤلاء كلّهم يهود (١).
[٢ / ٢٤٣٤] وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله تعالى : (ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ) قال : عمدوا إلى ما أنزل الله في كتابهم من نعت محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم فحرّفوه عن مواضعه (٢).
[٢ / ٢٤٣٥] وأخرج عن قتادة في قوله تعالى : (ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ ما عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) قال : هم اليهود وكانوا يسمعون كلام الله ثمّ يحرّفونه بعد ما سمعوه ووعوه (٣).
[٢ / ٢٤٣٦] وأخرج ابن جرير عن ابن عبّاس في قوله : (وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا ...) قال : يعني المنافقين من اليهود كانوا إذا لقوا أصحاب محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم قالوا آمنّا. وقوله (بِما فَتَحَ اللهُ عَلَيْكُمْ) يعني بما أكرمكم به (٤).
[٢ / ٢٤٣٧] وقال مقاتل بن سليمان : (وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا) يعني صدّقنا بمحمد صلىاللهعليهوآلهوسلم بأنّه نبيّ. وذلك أنّ الرجل المسلم كان يلقى من اليهود حليفه أو أحاه من الرضاعة فيسأله : أتجدون محمّدا في كتابكم؟ فيقولون : نعم ، إنّ نبوّة صاحبكم حقّ وإنّا نعرفه! فسمع كعب بن الأشرف وكعب بن أسيد ومالك بن الضيف وجدي بن أخطب ، فقالوا لليهود في السرّ : أتحدّثون أصحاب محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم بما فتح الله لكم يعني بما بيّن لكم في التوراة من أمر محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم فذلك قوله تعالى : [(وَإِذا خَلا بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ قالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِما فَتَحَ اللهُ عَلَيْكُمْ)](لِيُحَاجُّوكُمْ) يعني ليخاصموكم (بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ) باعترافكم أنّ محمّدا صلىاللهعليهوآلهوسلم نبيّ ثمّ لا تتابعوه (أَفَلا تَعْقِلُونَ) يعني أفلا ترون أنّ هذه حجّة لهم عليكم؟! (٥).
قال أبو إسحاق الثعلبي : هو أنّ الرجل من المسلمين كلّما يلقى قرينه وحليفه وصديقه من اليهود فيسأله عن أمر محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم فيقولون : إنّه لحقّ. فيقولون : قد أقررتم إنّه نبيّ حقّ في كتابكم ثمّ لا تتّبعونه وهو نبيّ؟! فيرجعون إلى رؤسائهم فيلومونهم على ذلك.
__________________
(١) الدرّ ١ : ١٩٨ ؛ الطبري ١ : ٥١٩ / ١٠٩٧ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ١٤٩ / ٧٧٣ ، بلفظ : «فالّذين يحرّفونه ، والّذين يعلمونه ، العلماء منهم والأمّيّون. يقول : فهؤلاء كلّهم يهود».
(٢) ابن أبي حاتم ١ : ١٤٩ / ٧٧٥.
(٣) المصدر : ٧٧٦.
(٤) الدرّ ١ : ١٩٩ ؛ الطبري ١ : ٥٢٢ / ١١٠٤.
(٥) تفسير مقاتل ١ : ١١٧ ـ ١١٨.