من أهل الجنة إن شاء الله (١).
وقوله تعالى : (إِلَّا أَصْحابَ الْيَمِينِ) استثناء ظاهره الانفصال ، تقديره : لكن أصحاب اليمين في جنات.
ـ ص ـ : (فِي جَنَّاتٍ) أي : هم في جنات ، فيكون خبر مبتدإ محذوف.
ـ م ـ : وأعربه أبو البقاء حالا من الضمير في (يَتَساءَلُونَ) ، انتهى.
قال ابن عبّاس : (أَصْحابَ الْيَمِينِ) هنا الملائكة (٢) ، وقال الضّحّاك : هم الذين سبقت لهم من الله الحسنى (٣) ، وقال الحسن وابن كيسان : هم المسلمون المخلصون ليسوا بمرتهنين (٤).
* ت* : وأسند أبو عمر بن عبد البر عن علي بن أبي طالب في قوله تعالى : (كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ* إِلَّا أَصْحابَ الْيَمِينِ) قال : أصحاب اليمين : أطفال المسلمين (٥) ، انتهى من «التمهيد».
(ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (٤٢) قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (٤٣) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (٤٤) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخائِضِينَ (٤٥) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (٤٦) حَتَّى أَتانَا الْيَقِينُ (٤٧) فَما تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشَّافِعِينَ (٤٨) فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ)(٤٩)
وقولهم : (ما سَلَكَكُمْ) أي : ما أدخلكم ، فيحتمل أن يكون من قول أصحاب اليمين الآدميين أو من قول الملائكة.
وقوله تعالى : (قالُوا) يعني الكفار (لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ...) الآية ، وفي نفي الصلاة يدخل الإيمان بالله ، والمعرفة به ، والخشوع له (وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ) يشمل الصدقة فرضا كانت أو نفلا ، والخوض مع الخائضين : عرّفه في الباطل والتكذيب بيوم الدين كفر صراح (حَتَّى أَتانَا الْيَقِينُ) يعني الموت ؛ قاله المفسرون.
__________________
(١) أخرجه الطبري (١٢ / ٣١٨) ، رقم : (٣٥٤٤٦) ، وذكره ابن عطية (٥ / ٣٩٨)
(٢) ذكره البغوي (٤ / ٤١٨) ، وابن عطية (٥ / ٣٩٨)
(٣) ذكره ابن عطية (٥ / ٤٩٨)
(٤) ذكره البغوي (٤ / ٤١٨) ، وابن عطية (٥ / ٤٩٨)
(٥) أخرجه الطبري (١٢ / ٤١٨) ، رقم : (٣٥٤٧٩) ، وذكره البغوي (٤ / ٤١٨) ، وابن عطية (٥ / ٤٩٨) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٦ / ٤٥٩) ، وعزاه لعبد الرزاق ، والفريابي ، وسعيد بن منصور ، وابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والحاكم.