تفسير سورة «النّجم»
وهي مكّيّة بإجماع
وهي أوّل سورة أعلن بها رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وجهر بقراءتها في الحرم ، والمشركون يستمعون ، وفيها سجد وسجد معه المؤمنون والمشركون والجنّ والإنس غير أبي لهب ، فإنّه رفع حفنة من تراب إلى جبهته ، وقال : يكفيني هذا.
* ت* : والذي خرّجه البخاريّ في صحيحه عن ابن مسعود : «فسجد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وسجد من خلفه إلّا رجلا رأيته أخذ كفّا من تراب فسجد عليه ، فرأيته بعد ذلك قتل كافرا ، وهو أميّة بن خلف» (١) انتهى ، وسبب نزولها أنّ المشركين قالوا : إنّ محمّدا يتقوّل القرآن ، ويختلق أقواله ، فنزلت السورة في ذلك.
(وَالنَّجْمِ إِذا هَوى (١) ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى (٢) وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى)(٣)
قوله عزوجل : (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى * ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى * وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى) الآية ، قال الحسن وغيره : النجم المقسم به هنا : اسم جنس ، أراد به النجوم (٢) ، ثم اختلفوا في معنى (هَوى) فقال جمهور المفسرين : هوى للغروب ، / وهذا هو السابق إلى الفهم من كلام العرب ، وقال ابن عبّاس في كتاب الثعلبيّ (٣) : هوى في الانقضاض في إثر العفريت عند استراق السمع ، وقال مجاهد وسفيان (٤) : النجم في قسم الآية : الثّريّا ، وسقوطها مع الفجر هو هويّها ، والعرب لا تقول : النجم مطلقا إلّا للثّريّا ، والقسم واقع على قوله : (ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى).
__________________
(١) أخرجه البخاري (٨ / ٤٨٠) ، كتاب «التفسير» باب : فاسجدوا لله واعبدوا (٤٨٦٣)
(٢) ذكره ابن عطية (٥ / ١٩٥)
(٣) ذكره ابن عطية (٥ / ١٩٥)
(٤) أخرجه الطبري (١١ / ٥٠٣) برقم : (٣٢٤١٤) ، (٣٢٤١٥) ، وذكره ابن عطية (٥ / ١٩٦) ، وابن كثير (٤ / ٢٤٦) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٦ / ١٥٤) ، وعزاه لعبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم.