تفسير سورة المجادلة
وهي مدنيّة إلّا أنّ النقّاش حكى أنّ قوله تعالى :
(ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ ...) الآية ، مكّيّ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ وَاللهُ يَسْمَعُ تَحاوُرَكُما إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (١) الَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسائِهِمْ ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ إِنْ أُمَّهاتُهُمْ إِلاَّ اللاَّئِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً وَإِنَّ اللهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (٢) وَالَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْ نِسائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِما قالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (٣) فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً ذلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللهِ وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ)(٤)
قوله عزوجل : (قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها ...) الآية : اختلف الناس في اسم هذه المرأة على أقوال ، واختصار ما رواه ابن عبّاس والجمهور «أنّ أوس بن الصّامت الأنصاريّ ، أخا عبادة بن الصامت ، ظاهر من امرأته خولة بنت خويلد ، وكان الظهار في الجاهلية يوجب عندهم فرقة مؤبّدة ، فلما فعل ذلك أوس جاءت زوجته رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقالت : يا رسول الله ، إنّ أوسا أكل شبابي ، ونثرت له بطني ، فلمّا كبرت ومات أهلي ، ظاهر منّي! فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : / ما أراك إلّا حرّمت عليه ، فقالت : يا رسول الله ، لا تفعل ؛ فإنّي وحيدة ليس لي أهل سواه ، فراجعها رسول الله صلىاللهعليهوسلم بمثل مقالته فراجعته ، فهذا هو جدالها ، وكانت في خلال جدالها تقول : اللهمّ إليك أشكو حالي وانفرادي وفقري إليه» ، وروي أنّها كانت تقول : اللهمّ ، إنّ لي منه صبية صغارا ، إن ضممتهم إليه ضاعوا ، وإن ضممتهم إليّ جاعوا ، فهذا هو اشتكاؤها إلى الله ، فنزلت الآية ،