عجائزكنّ في الدّنيا عمشا رمصا جعلهنّ الله بعد الكبر أترابا» (١) ، وقال للعجوز : «إنّ الجنّة لا يدخلها العجوز ، فحزنت ، فقال : إنّك إذا [دخلت الجنّة أنشئت خلقا آخر (٢)».
وقوله سبحانه : (فَجَعَلْناهُنَّ أَبْكاراً) قيل : معناه : دائمة البكارة ، متى عاود الوطء] (٣) وجدها بكرا ، والعرب : جمع عروب ، وهي المتحبّبة إلى زوجها بإظهار محبته ؛ قاله ابن عبّاس (٤) ، وعبر عنهنّ ابن عبّاس أيضا بالعواشق (٥) ، وقال زيد : العروب : الحسنة الكلام (٦).
* ت* : قال البخاريّ : والعروب يسميها أهل مكّة العربة ، وأهل المدينة : الغنجة ، وأهل العراق : الشكلة ، انتهى.
وقوله : (أَتْراباً) معناه : في الشكل والقدّ ، قال قتادة (٧) : (أَتْراباً) يعني : سنّا واحدة ، ويروى أنّ أهل الجنة هم على قدّ ابن أربعة عشر عاما في الشباب ، والنضرة ، وقيل : على مثال أبناء ثلاث وثلاثين سنة ، مردا بيضا ، مكحّلين ، زاد الثعلبيّ : على خلق آدم ، طوله ستون ذراعا في سبعة أذرع.
__________________
(١) أخرجه الترمذي (٥ / ٤٠٢) ، كتاب «التفسير» باب : ومن سورة الواقعة (٣٢٩٦) ، من حديث أنس رضي الله عنه.
قال الترمذي : هذا حديث غريب لا نعرفه مرفوعا إلا من حديث موسى بن عبيدة ، وموسى بن عبيدة ويزيد بن أبان الرقاشي يضعفان الحديث ، ومن طريق عائشة رضي الله عنها : أخرجه الطبري (١١ / ٦٤١) (٣٣٠٤٢) نحوه.
(٢) أخرجه الترمذي في «الشمائل» (١٩٧ ، ١٩٩) (٢٤١) ، والغزالي في «الإحياء» (٣ / ١٢٩).
وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٦ / ٢٢٤) ، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد ، وابن المنذر ، والبيهقي في «البعث» عن الحسن.
وفي الباب عن عائشة ، ذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» (١٠ / ٤٢٢) ، كتاب «صفة الجنة» باب : فيمن يدخل الجنة من عجائز الدنيا.
قال الهيثمي : رواه الطبراني في «الأوسط» ، وفيه مسعد بن اليسع وهو ضعيف.
(٣) سقط في : د.
(٤) أخرجه الطبري (١١ / ٦٤٢) برقم : (٣٣٤٠٦) ، وذكره البغوي (٤ / ٢٨٤) ، وابن عطية (٥ / ٢٤٥) ، وابن كثير في «تفسيره» (٤ / ٢٩٢) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٦ / ٢٢٥) ، وعزاه لابن جرير.
(٥) أخرجه الطبري (١١ / ٦٤١) برقم : (٣٣٤٠٥) ، وذكره ابن عطية (٥ / ٢٤٥) ، وابن كثير في «تفسيره» (٤ / ٢٩٢) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٦ / ٢٢٥) ، وعزاه لابن جرير ، وابن المنذر ، والبيهقي.
(٦) أخرجه الطبري (١١ / ٦٤٢) برقم : (٣٣٤١٥) ، وذكره البغوي (٤ / ٢٨٤) ، وابن كثير في «تفسيره» (٤ / ٢٩٢) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٦ / ٢٢٦) ، وعزاه لابن جرير ، وابن أبي حاتم.
(٧) أخرجه الطبري (١١ / ٦٤٤) ، برقم : (٣٣٤٣٥) ، وذكره ابن عطية (٥ / ٢٤٥) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٦ / ٢٢٥) ، وعزاه لعبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر.