وقال عليّ أيضا وابن عبّاس (١) : الطلح الموز ، والظل الممدود : معناه : الذي لا تنسخه شمس ، وتفسير ذلك في قوله صلىاللهعليهوسلم : «إنّ في الجنّة شجرة يسير الراكب الجواد المضمّر في ظلّها مائة سنة لا يقطعها» (٢) ، واقرؤوا إن شئتم : (وَظِلٍّ مَمْدُودٍ) ، إلى غير هذا من الأحاديث في هذا المعنى.
* ت* : وفي «صحيحي البخاريّ ومسلم» عن النبي صلىاللهعليهوسلم : «إنّ في الجنّة شجرة يسير الراكب في ظلّها مائة سنة لا يقطعها ، ولقاب قوس أحدكم في الجنّة خير ممّا طلعت عليه الشمس أو تغرب» (٣) انتهى.
(وَماءٍ مَسْكُوبٍ) أي : جار في غير أخدود.
(لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ) أي : لا مقطوعة بالأزمان كحال فاكهة الدنيا ، ولا ممنوعة بوجه من الوجوه التي تمتنع بها فاكهة الدنيا ، والفرش : الأسرّة ؛ وعن أبي سعيد الخدريّ (٤) : إنّ في ارتفاع السّرير منها مسيرة خمس مائة سنة.
* ت* : وهذا إن ثبت فلا بعد / فيه ، إذ أحوال الآخرة كلها خرق عادة ، وقال أبو عبيدة وغيره : أراد بالفرش النساء (٥) ، و (مَرْفُوعَةٍ) معناه : في الأقدار والمنازل ، و (أَنْشَأْناهُنَ) معناه : خلقناهن شيئا بعد شيء ؛ وقال النبيّ صلىاللهعليهوسلم في تفسير هذه الآية : «هنّ
__________________
(١) أخرجه الطبري (١١ / ٦٣٦) عن ابن عبّاس برقم : (٣٣٣٥٠) ، وعن علي رضي الله عنه برقم : (٣٣٣٥٥) ، وذكره ابن عطية (٥ / ٢٤٤) ، وابن كثير في «تفسيره» (٤ / ٢٨٨) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٦ / ٢٢٢) ، وعزاه لعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم.
(٢) أخرجه البخاري (١١ / ٤٢٤) كتاب «الرقاق» باب : صفة الجنة والنار (٦٥٥٣) ، ومسلم (٤ / ٢١٧٦) ، كتاب «الجنة وصفة نعيمها وأهلها» باب : إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها (٢٨٢٨) عن أبي سعيد الخدري.
(٣) وهم المؤلف فجعل الحديثين حديثا واحدا ، فالطرف الأول : «إن في الجنة ... لا يقطعها» في «الصحيحين» كما قال. وانظر السابق.
أما الطرف الثاني : فقد أخرجه البخاري (٦ / ١٧) ، كتاب «الجهاد والسير» باب : الغدوة والروحة في سبيل الله وقاب قوس أحدكم في الجنة (٢٧٩٣) ، (٦ / ٣٦٨) ، كتاب «بدء الخلق» باب : ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة (٢٣٥٣) ، وأحمد (٢ / ٤٨٢) عن أبي هريرة ، والترمذي (٤ / ١٨١) ، كتاب «فضائل الجهاد» باب : ما جاء في فضل الغدوّ والرواح في سبيل الله (١٦٥١) ، وأحمد (٣ / ١٤١ ، ١٥٣ ، ١٥٧ ، ٢٠٧ ، ٢٦٣ ، ٢٦٤) عن أنس رضي الله عنه.
قال الترمذي : هذا حديث صحيح.
(٤) تقدم تخريجه.
(٥) ذكره ابن عطية (٥ / ٢٤٤)