(فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ مَشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنا عَلَيْهِمُ الْغَمامَ ...) الآية : (فَانْبَجَسَتْ) : بمعنى انفجرت ، وقد تقدّم الكلام على هذه المعاني في «البقرة».
(وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُوا مِنْها حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (١٦١) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِجْزاً مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَظْلِمُونَ)(١٦٢)
وقوله سبحانه : (وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُوا مِنْها حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِجْزاً مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَظْلِمُونَ) : القرية هي بيت المقدس.
وقيل : أريحا ، و «بدّل» : معناه غيّر اللّفظ.
(وَسْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ حاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ كَذلِكَ نَبْلُوهُمْ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ (١٦٣) وَإِذْ قالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَدِيداً قالُوا مَعْذِرَةً إِلى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (١٦٤) فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذابٍ بَئِيسٍ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ (١٦٥) فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ ما نُهُوا عَنْهُ قُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ)(١٦٦)
وقوله سبحانه : (وَسْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ حاضِرَةَ الْبَحْرِ ...) الآية : قال بعض المتأوّلين : إن اليهود المعاصرين للنبيّ صلىاللهعليهوسلم قالوا : إنّ بني إسرائيل لم يكن فيهم عصيان ، ولا معاندة لما أمروا به ، فنزلت هذه الآية موبّخة لهم ، فسؤالهم إنّما هو على جهة التوبيخ ، والقرية هنا : أيلة ، قاله (١) ابن عباس وغيره ، وقيل : مدين ، و «حاضرة البحر» ، أي : البحر فيها حاضر ، ويحتمل أن يريد معنى «الحاضرة» ؛ على جهة التعظيم لها ، أي : هي الحاضرة في مدن البحر ، و (يَعْدُونَ) : معناه : يخالفون الشرع ؛ من عدا يعدو ، و (شُرَّعاً) ، أي : مقبلة إليهم مصطفّة ، كما تقول : شرعت الرماح إذا مدّت مصطفّة ، وعبارة البخاري / (شُرَّعاً) أي : شوارع انتهى.
والعامل في قوله : (وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ) قوله : (لا تَأْتِيهِمْ) ، وهو ظرف مقدّم ،
__________________
(١) أخرجه الطبري (٦ / ٩١) برقم : (١٥٢٦٣) ، وذكره ابن عطية (٢ / ٤٦٧) ، والبغوي (٢ / ٢٠٨) ، وابن كثير (٢ / ٢٥٧) ، والسيوطي (٣ / ٢٥١) ، وعزاه لابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبي الشيخ.