تفسير سورة النحل
وهي مكية غير آيات يسيرة يأتي بيانها إن شاء الله
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(أَتى أَمْرُ اللهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (١) يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنَا فَاتَّقُونِ (٢) خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (٣) خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ)(٤)
قوله سبحانه : (أَتى أَمْرُ اللهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ) : روي أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم لما قال جبريل في سرد الوحي : (أَتى أَمْرُ اللهِ) ، وثب رسول الله صلىاللهعليهوسلم قائما ، فلما قال : / (فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ) ، سكن ، وقوله : (أَمْرُ اللهِ) : قال فيه جمهور المفسّرين : إنه يريد القيامة ، وفيها وعيد للكفّار ، وقيل : المراد نصر محمّد صلىاللهعليهوسلم ، فمن قال : إن الأمر القيامة ، قال : إن قوله تعالى : (فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ) : ردّ على المكذّبين بالبعث ، القائلين : متى هذا الوعد ، واختلف المتأوّلون في قوله تعالى : (يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ) ، فقال مجاهد : الرّوح : النبوّة (١) ، وقال ابن عباس : الرّوح الوحي (٢) ، وقال قتادة : بالرحمة والوحي (٣) ، وقال الربيع بن أنس : كلّ كلام الله روح ، ومنه قوله تعالى : (أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا) (٤) [الشورى : ٥٢] ، وقال الزّجّاج (٥) : الرّوح : ما تحيا به القلوب من هداية الله عزوجل ، وهذا قول حسن ، قال الداوديّ ، عن ابن عباس (٦) قال : الرّوح : خلق من خلق الله ، وأمر
__________________
(١) أخرجه الطبري (٧ / ٥٥٨) برقم : (٢١٤٥٤) ، وذكره ابن عطية (٣ / ٣٧٨)
(٢) أخرجه الطبري (٧ / ٥٥٨) برقم : (٢١٤٥١) ، وذكره ابن عطية (٣ / ٣٧٨) ، والسيوطي في «الدر المنثور» ، وعزاه لابن جرير ، وابن أبي حاتم.
(٣) أخرجه الطبري (٧ / ٥٥٨) برقم : (٢١٤٥٦) ، وذكره ابن عطية (٣ / ٣٧٨) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٤ / ٢٠٥) ، وعزاه لعبد الرزاق ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم.
(٤) أخرجه الطبري (٧ / ٥٥٨) برقم : (٢١٤٥٥) ، وذكره ابن عطية (٣ / ٣٧٨) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٤ / ٢٠٦) ، وعزاه لابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وأبي الشيخ.
(٥) ينظر : «معاني القرآن» (٣ / ١٩٠)
(٦) أخرجه الطبري (٧ / ٥٥٨) برقم : (٢١٤٥١) ، وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٤ / ٢٠٥) ، وعزاه