قال* ع* (١) وهذا بدل اللفظ ، لا تفسير.
وقوله : (اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ) ، وما بعده من الأوامر : هي صيغة «افعل» بمعنى التهديد ، كقوله تعالى : (اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ) [فصلت : ٤٠] «الموفور» ، المكمل ، (وَاسْتَفْزِزْ) معناه : استخفّ واخدع ، وقوله : (بِصَوْتِكَ) : قيل : هو الغناء والمزامير والملاهي ، لأنها أصوات كلّها مختصة بالمعاصي ، فهي مضافة إلى الشيطان ، قاله مجاهد (٢) ، وقيل : بدعائك إياهم إلى طاعتك. قال ابن عباس : صوته دعاء كلّ من دعا إلى معصية (٣) الله ، والصواب أن يكون الصوت يعمّ جميع ذلك.
وقوله : (وَأَجْلِبْ) ، أي : هوّل ، و «الجلبة» الصوت الكثير المختلط الهائل.
وقوله : (بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ) قيل : هذا مجاز واستعارة بمعنى اسع سعيك ، وابلغ جهدك ، وقيل : حقيقة وإنّ له خيلا ورجلا من الجنّ ، قاله (٤) قتادة ، وقيل : المراد فرسان الناس ، ورجالتهم المتصرّفون في الباطل ، فإنهم كلهم أعوان لإبليس على غيرهم (٥) ؛ قاله مجاهد.
(وَشارِكْهُمْ / فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ) عامّ لكل معصية يصنعها الناس بالمال ، ولكلّ ما يصنع في أمر الذرّيّة من المعاصي ، كالإيلاد بالزنا وكتسميتهم عبد شمس ، وأبا الكويفر ، وعبد الحارث ، وكلّ اسم مكروه ؛ ومن ذلك : وأد البنات ؛ ومن ذلك : صبغهم في أديان الكفر ، وغير هذا ، وما أدخله النّقّاش من وطء الجنّ ، وأنه يحبل المرأة من الإنس ، فضعيف كلّه.
* ت* : أما ما ذكره من الحبل ، فلا شك في ضعفه ، وفساد قول ناقله ، ولم أر في ذلك حديثا لا صحيحا ولا سقيما ، ولو أمكن أن يكون الحبل من الجنّ ، كما زعم ناقله ،
__________________
ـ ٤٩) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٤ / ٣٤٧) ، وعزاه لابن جرير ، وابن أبي حاتم.
(١) ينظر : «المحرر» (٣ / ٤٧٠)
(٢) أخرجه الطبري (٨ / ١٠٨) برقم : (٢٢٤٦٦) ، وذكره البغوي (٣ / ١٢٣) ، وذكره ابن عطية (٣ / ٤٧٠) ، وابن كثير في «تفسيره» (٣ / ٤٩) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٤ / ٣٤٨) ، وعزاه لسعيد بن منصور ، وابن أبي الدنيا في «ذم الملاهي» وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم.
(٣) أخرجه الطبري (٨ / ١٠٨) برقم (٢٢٤٦٨) ، وذكره البغوي (٣ / ١٢٣) ، وذكره ابن عطية (٣ / ٤٧٠) ، وابن كثير في «تفسيره» (٣ / ٤٩) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٤ / ٣٤٨) ، وعزاه لابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم.
(٤) أخرجه الطبري (٨ / ١٠٨) برقم : (٢٢٤٧١) ، وذكره البغوي (٣ / ١٢٣) ، وذكره ابن عطية (٣ / ٤٧٠) ، وذكره ابن كثير (٣ / ٤٩)
(٥) أخرجه الطبري (٨ / ١٠٩) برقم : (٢٢٤٧٤) بنحوه ، وذكره ابن عطية (٣ / ٤٧٠)