قلت : كم القرن؟ قال : مائة سنة (١) قال محمد بن القاسم : فما زلنا نعدّ له حتى كمل مائة سنة ، ثم مات رحمهالله.
والباء في قوله : (بِرَبِّكَ) زائدة ، التقدير وكفى ربّك ، وهذه الباء إنما تجيء في الأغلب في مدح أو ذمّ ، وقد يجيء «كفى» دون باء ، كقول الشاعر : [الطويل]
.................. |
|
كفى الشّيب والإسلام للمرء ناهيا (٢) |
وكقول الآخر : [الطويل]
ويخبرني عن غائب المرء هديه |
|
كفى الهدي عمّا غيّب المرء مخبرا (٣) |
وقوله سبحانه : (مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعاجِلَةَ عَجَّلْنا لَهُ فِيها ما نَشاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ...) الآية : المعنى فإن الله يعجّل لمن يريد من هؤلاء ما يشاء سبحانه ؛ على قراءة النون (٤) ، أو ما يشاء هذا المريد ؛ على قراءة الياء ، وقوله : (لِمَنْ نُرِيدُ) شرط كاف على القراءتين ، وقال أبو إسحاق الفزاريّ : المعنى : لمن نريد هلكته (٥) ، و «المدحور» : المهان المبعد المذلل المسخوط عليه.
وقوله سبحانه : (وَمَنْ أَرادَ الْآخِرَةَ) ، أي : إرادة يقين وإيمان بها ، وبالله ورسالاته ، ثم شرط / سبحانه في مريد الآخرة أن يسعى لها سعيها ، وهو ملازمة أعمال الخير على
__________________
(١) أخرجه الطبري في «تفسيره» (١٥ / ٤٤) ، وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٥ / ٧١) ، وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم.
(٢) عجز بيت وصدره :
عميرة ودع إن تجهزت غاديا |
|
.................. |
ينظر : «الإنصاف» (١ / ١٦٨) ، و «خزانة الأدب» (١ / ٢٦٧) ، (٢ / ١٠٢ ـ ١٠٣) ، و «سر صناعة الإعراب» (١ / ١٤١) ، و «شرح التصريح» (٢ / ٨٨) ، و «شرح شواهد المغني» (١ / ٣٢٥) ، و «الكتاب» (٢ / ٢٦) ، (٤ / ٢٢٥) ، و «لسان العرب» (١٥ / ٢٢٦) (كفى) ، و «مغني اللبيب» (١ / ١٠٦) ، و «المقاصد النحويّة» (٣ / ٦٦٥) ، وبلا نسبة في «أسرار العربيّة» ص : (١٤٤) ، و «أوضح المسالك» (٣ / ٢٥٣) ، و «شرح الأشموني» (٢ / ٣٦٤) ، و «شرح عمدة الحافظ» ص : (٤٢٥) ، و «شرح قطر الندى» ص : (٣٢٣) ، و «شرح المفصل» (٢ / ١١٥) ، (٧ / ٨٤) ، (١٤٨) ، (٨ / ٢٤ ، ٩٣ ، ١٣٨) ، و «لسان العرب» (١٥ / ٣٤٤) (نهى)
(٣) البيت لزياد بن زيد العدوي ، ينظر : في «الغراء» (٢ / ١١٩) ، و «التهذيب» ، و «اللسان» (هدى) ، و «البحر» (٦ / ١٤) ، و «الدر» (٤ / ٣٧٧)
(٤) قرأ الجمهور بالنون «نشاء». ونافع «يشاء» بالياء من تحت. ينظر : «المحرر الوجيز» (٣ / ٤٤٦) ، و «البحر المحيط» (٦ / ١٨)
(٥) أخرجه الطبري (٨ / ٥٥) برقم : (٢٢١٧١) ، وذكره ابن عطية (٣ / ٤٤٦)