أَمِينٌ (٦٨) أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَصْطَةً فَاذْكُرُوا آلاءَ اللهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٦٩) قالُوا أَجِئْتَنا لِنَعْبُدَ اللهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ ما كانَ يَعْبُدُ آباؤُنا فَأْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) (٧٠)
وقوله سبحانه : (وَإِلى عادٍ أَخاهُمْ هُوداً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ قالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَراكَ فِي سَفاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكاذِبِينَ قالَ يا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفاهَةٌ وَلكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ أُبَلِّغُكُمْ رِسالاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ ناصِحٌ أَمِينٌ) عاد اسم الحيّ ، وهم عرب فيما يذكر ، و «أخاهم» نصب ب «أرسلنا» وهو معطوف على نوح ، وهذه أيضا نذارة من هود عليهالسلام.
وقوله : (أَفَلا تَتَّقُونَ) استعطاف إلى التقوى ، والإيمان.
وقوله : (أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَصْطَةً فَاذْكُرُوا آلاءَ اللهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ قالُوا أَجِئْتَنا لِنَعْبُدَ اللهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ ما كانَ يَعْبُدُ آباؤُنا فَأْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ).
قوله : (وَزادَكُمْ فِي الْخَلْقِ) أي في الخلقة ، والبسطة الكمال في الطول والعرض.
وقيل : زادكم على أهل عصركم.
وقال الطبري : زادكم على قوم نوح. وقاله قتادة (١).
قال* ع (٢) * : واللفظ يقتضي أن الزيادة على جميع العالم ، وهو الذي يقتضيه ما يذكر عنهم.
وروي أن طول الرجل منهم كان مائة ذراع ، وطول أقصرهم ستّون ونحوها. والآلاء جمع «إلى» على مثل «معى» ، وهي النعمة والمنة.
قال الطبري : وعاد هؤلاء فيما حدث ابن إسحاق من ولد عاد بن إرم بن عوض بن سام بن نوح ، وكانت مساكنهم «الشّحر» من أرض «اليمن» وما والى «حضرموت» إلى «عمان» (٣).
__________________
(١) ذكره ابن عطية (٢ / ٤١٧)
(٢) ينظر : «المحرر الوجيز» (٢ / ٤١٨)
(٣) أخرجه الطبري (٥ / ٥٢٤) برقم : (١٤٨٠٩) ، وذكره ابن عطية (٢ / ٤١٨)