عن واو ، وقيل : أصل. انتهى.
وقوله : (ما يَنْفَعُ النَّاسَ) : يريد الخالص من الماء ومن تلك الأحجار.
وقوله سبحانه : (لِلَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنى) : ابتداء كلام ، و (الْحُسْنى) : الجنة. (وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا) : هم الكفرة ، و (سُوءُ الْحِسابِ) : هو التقصّي على المحاسب ، وألّا يقع في حسابه من التجاوز شيء ؛ قاله شهر بن حوشب والنّخعيّ وفرقد السبخيّ وغيرهم (١).
(أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمى إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ (١٩) الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَلا يَنْقُضُونَ الْمِيثاقَ (٢٠) وَالَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ (٢١) وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (٢٢) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ (٢٣) سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ (٢٤) وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ)(٢٥)
وقوله سبحانه : (أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمى ...) المعنى : أسواء من هداه الله ، فعلم صدق نبوّتك ، وآمن بك ؛ كمن هو أعمى البصيرة باق على كفره ؛ روي أنّ هذه الآية نزلت في حمزة بن عبد المطّلب ، وأبي جهل ، وهي بعد هذا مثال في جميع العالم ، (إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ) : «إنما» ؛ في هذه الآية : حاصرة ، أي : إنما يتذكّر ، فيؤمن ويراقب الله من له لبّ ، ثم أخذ في وصفهم ، فقال : (الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللهِ ...) الآية : قال الثعلبيّ : قال عبد الله بن المبارك : هذه ثمان خلال مسيّرة إلى ثمانية أبواب الجنة (٢) ، وقال أبو بكر الورّاق : هذه ثمان جسور ، فمن أراد القربة من الله عبرها. انتهى. وباقي الآية ألفاظها واضحة ، وأنوارها لذوي البصائر لائحة.
(وَيَدْرَؤُنَ) : يدفعون.
قال الغزاليّ : لما ذكر هذه الآية : والذي آثر غرور الدنيا على نعيم الآخرة ، فليس من
__________________
(١) أخرجه الطبري (٧ / ٣٧٣) برقم : (٢٠٣٢٦) ، وذكره البغوي (٣ / ١٤) ، وابن عطية (٣ / ٣٠٨) ، والسيوطي (٤ / ١٠٥) ، وعزاه لسعيد بن منصور ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، ولسعيد بن منصور ، وابن جرير ، وأبي الشيخ.
(٢) ذكره البغوي (٣ / ١٦)