حرف القسم ، وقد لا يجيء ؛ تقول : إي وربّي ، وإي ربّي ، و (بِمُعْجِزِينَ) : معناه مفلتين.
(وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ ما فِي الْأَرْضِ لافْتَدَتْ بِهِ وَأَسَرُّوا النَّدامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (٥٤) أَلا إِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَلا إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (٥٥) هُوَ يُحيِي وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)(٥٦)
وقوله سبحانه : (وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ ما فِي الْأَرْضِ لَافْتَدَتْ بِهِ وَأَسَرُّوا النَّدامَةَ ...) الآية ، و (أَسَرُّوا) : لفظة تجيء بمعنى «أخفوا» ، وهي حينئذ من السّرّ ، وتجيء بمعنى «أظهروا» ، وهي حينئذ من أسارير الوجه.
* ص* : قال أبو البقاء : وهو مستأنف ، وهو حكاية ما يكون في الآخرة.
وقوله تعالى : (أَلا إِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ...) الآية ، «ألا» استفتاح وتنبيه ، وباقي الآية بيّن.
(يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (٥٧) قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (٥٨) قُلْ أَرَأَيْتُمْ ما أَنْزَلَ اللهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَراماً وَحَلالاً قُلْ آللهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللهِ تَفْتَرُونَ)(٥٩)
وقوله سبحانه : (يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ ...) الآية : هذه آية خوطب بها جميع العالم ، وال (مَوْعِظَةٌ) : القرآن ؛ لأن الوعظ إنما هو بقول يأمر بالمعروف ويزجر ، ويرقّق القلوب ، ويعد ويوعد ، وهذه صفة «الكتاب العزيز» ، وقوله : (مِنْ رَبِّكُمْ) يريد : لم يختلقها محمّد ولا غيره ، و (لِما فِي الصُّدُورِ) : يريد به الجهل ونحوه ، وجعله موعظة بحسب النّاس أجمع ، وجعله هدى ورحمة بحسب المؤمنين فقط ، وهذا تفسير صحيح المعنى ، إذا تؤمّل ، بان وجهه.
وقوله سبحانه : (قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا) ، قال ابن عباس (١) وغيره : الفضل : الإسلام ، والرحمة : القرآن ، وقال أبو سعيد الخدري : الفضل : القرآن ، والرحمة : أن جعلهم من أهله.
وقال زيد بن أسلم والضّحّاك : الفضل : القرآن ، والرحمة : الإسلام.
__________________
(١) أخرجه الطبري (٦ / ٥٦٩) برقم : (١٧٦٩٥) ، وذكره ابن عطية (٣ / ١٢٦) ، والسيوطي (٣ / ٥٥٤) ، وعزاه لابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والبيهقي.