وحي الشّيطان ، وأمره ، قال الترمذيّ : هذا حديث حسن (١) غريب ، انفرد به عمر بن إبراهيم (٢) ، عن قتادة ، وعمر شيخ بصريّ. انتهى.
وهذا الحديث ليس فيه أنهما أطاعاه ، وعلى كلّ حال : الواجب التوقّف ، والتنزيه لمن اجتباه الله ، وحسن التأويل ما أمكن ، وقد قال ابن العربيّ في توهين هذا القول وتزييفه : وهذا القول ونحوه مذكور في ضعيف الحديث في الترمذيّ وغيره ، وفي الإسرائيليات التي ليس لها ثبات ، ولا يعوّل عليها من له قلب ، فإنّ آدم وحواء ـ وإن كانا غرّهما بالله الغرور ـ فلا يلدغ المؤمن من جحر مرّتين ، وما كانا بعد ذلك ليقبلا له نصحا ، ولا يسمعا له قولا ، والقول الأشبه بالحقّ : أن المراد بهذا جنس الآدميين. انتهى من «الأحكام».
قال (٣) * ع* : وقوله (صالِحاً) : قال الحسن : معناه : غلاما (٤) ، وقال ابن عباس ؛ وهو الأظهر : بشرا سوّيا (٥) سليما.
وقال قوم : إنما الغرض من هذه الآية تعديد النعمة في الأزواج ، وفي تسهيل النّسل والولادة ، ثم ذكر سوء فعل المشركين الموجب للعقاب ، فقال مخاطبا لجميع الناس : (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْها زَوْجَها) يريد : آدم وحواء ، أي : واستمرّت
__________________
ـ توفي قيل : سنة ٥٨ ه ، وقيل : ٥٩ ه ب «البصرة».
ينظر ترجمته في : «أسد الغابة» (٢ / ٤٥٤) ، «الإصابة» (٣ / ١٣٠) ، «الثقات» (٣ / ١٧٤) ، «الاستيعاب» (٢ / ٦٥٣) ، «الإكمال» (٢ / ٦٧) ، «الأعلام» (٣ / ١٣٩) ، «العبر» (١ / ٦٥) ، «الكاشف» (١ / ٤٠٣) ، «بقي بن مخلد» (٣٥) ، «الرياض المستطابة» (١٠٧) ، «التاريخ الكبير» (٤ / ١٧٦) ، «تجريد أسماء الصحابة» (١ / ٢٣٩) ، «التاريخ الصغير» (١ / ١٠٦ ـ ١٠٧) ، «الوافي بالوفيات» (١٥ / ٦١١) ، «تاريخ جرجان» (٢٣٩) ، «التحفة اللطيفة» (١٩٣) ، «الطبقات الكبرى» (٩ / ٨٩) ، «سير أعلام النبلاء» (٣ / ١٨٣)
(١) أخرجه الترمذي (٥ / ٢٦٧ ـ ٢٦٨) كتاب «التفسير» باب : «ومن سورة الأعراف» ، حديث (٣٠٧٧) ، من طريق عمر بن إبراهيم ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن سمرة به.
وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب ، لا نعرفه مرفوعا إلّا من حديث عمر بن إبراهيم ، عن قتادة ، ورواه بعضهم عن عبد الصمد ولم يرفعه ؛ عمر بن إبراهيم شيخ بصري.
(٢) عمر بن إبراهيم العبدي أبو حفص البصري ، صاحب الهروي بفتح الهاء. عن قتادة ، وعنه ابنه الخليل وعبّاد بن العوّام ، وثقه ابن معين في رواية الدارمي ، وقال ابن عدي : حديثه عن قتادة مضطرب.
ينظر ترجمته في : «الخلاصة» (٢ / ٢٦٥) (٥١٢٢)
(٣) ينظر : «المحرر الوجيز» (٢ / ٤٨٦)
(٤) أخرجه الطبري (٦ / ١٤٣) برقم : (١٥٥١٧) ، وذكره ابن عطية (٢ / ٤٨٦) ، وابن كثير (٢ / ٢٧٤) ، والسيوطي (٣ / ٢٧٨) ، وعزاه لعبد الرزاق ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم.
(٥) ذكره ابن عطية (٢ / ٤٨٦) ، وابن كثير (٢ / ٢٧٤)