والميسرة : مصدر بمعنى اليسر ، وارتفع : «ذو عسرة» ب «كان» التامة الّتي هي بمعنى : «وجد ، وحدث» ، وارتفع قوله : «فنظرة» ؛ على خبر ابتداء مقدّر ، تقديره فالواجب نظرة.
واختلف أهل العلم هل هذا الحكم بالنّظرة إلى الميسرة واقف على أهل الربا خاصّة ، وهو قول ابن عبّاس ، وشريح (١) ، أو هو منسحب على كلّ دين حلال ، وهو قول جمهور
__________________
ـ أخرجه عبد الله بن أحمد في «زوائد المسند» (١ / ٧٣) بلفظ : «أظل الله عبدا في ظله يوم لا ظل إلا ظله ، أنظر معسرا أو ترك لغارم» وقال الهيثمي في «المجمع» (٤ / ١٣٦) : وفيه عباس بن الفضل ، ونسب إلى الكذب.
* وحديث ابن عباس :
أخرجه أحمد في «المسند» (١ / ٣٢٧) عنه قال : خرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى المسجد وهو يقول بيده هكذا ، وأومأ أبو عبد الرحمن بيده إلى الأرض : «من أنظر معسرا ، أو وضع له ، وقاه الله من فيح جهنم».
وذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» (٤ / ١٣٦ ـ ١٣٧) وقال : رواه أحمد ، وفيه عبد الله بن جعوية السلمي ، ولم أجد من ترجمه ، وبقية رجاله رجال الصحيح.
* حديث آخر لابن عباس :
أخرجه الطبراني في «الكبير» (١١٣٣٠) عنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من أنظر معسرا إلى ميسرته ، أنظره الله بدينه إلى نوبته».
قال الهيثمي في «المجمع» (٤ / ١٣٨) : رواه الطبراني في «الكبير» و «الأوسط» ، وفيه الحكم بن الجارود ، ضعفه الأزدي. وشيخ الحاكم وشيخ شيخه لم أعرفهما.
* حديث كعب بن عجرة :
أخرجه الطبراني في «الصغير» (١ / ٢٠٩ ـ ٢١٠) ، و «الكبير» (١٩ / رقم ٢١٤) «من أنظر معسرا أو يسر عليه ، أظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله».
وذكره الهيثمي في «المجمع» (٤ / ١٣٧) ، وقال : رواه الطبراني في الثلاثة ، وفيه عبيدة بن معتب ، وهو متروك.
* حديث أسعد بن زرارة :
أخرجه الطبراني في الكبير (٨٩٩) بلفظ «من سره أن يظله الله يوم لا ظل إلا ظله ، فلييسر على معسر ، أو ليضع عنه».
وذكره الهيثمي في «المجمع» (٤ / ١٣٧) ، وقال : رواه الطبراني في «الكبير» من طريق عاصم بن عبيد الله عن أسعد ، وعاصم ضعيف ، ولم يدرك أسعد بن زرارة.
(١) شريح بن الحارث بن قيس بن الجهم بن معاوية الكندي ، أبو أميّة الكوفي ، مخضرم ، ولي لعمر «الكوفة» فقضى بها ستين سنة ، وكان من جلة العلماء ، وأذكى العالم عن علي وابن مسعود ، وعنه الشّعبي ، وأبو وائل ، وثقه ابن معين ، قال الشعبي : كان أعلم الناس بالقضاء. وقال ابن حصين : اختصم إليه رجلان فحكم على أحدهما ، فقال : قد علمت من حيث أتيت ، فقال شريح : لعن الله الراشي والمرتشي والكاذب ، قال محمد بن نمير : مات سنة ثمانين على الأصح ، عن مائة وعشر سنين وقيل : عشرين سنة.
ينظر : «الخلاصة» (١ / ٤٤٧)