هي حساب أبي جاد (١) ؛ لتدلّ على مدّة ملّة محمّد صلىاللهعليهوسلم ؛ كما ورد في حديث حييّ بن أخطب (٢) ، وهو قول أبي العالية وغيره (٣).
* ت* : وإليه مال السّهيليّ (٤) في «الرّوض الأنف» ، فانظره.
قوله تعالى : (ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ) : الاسم من «ذلك» : الذال ، والألف ، واللام ؛ لبعد المشار إليه ، والكاف للخطاب.
واختلف في «ذلك» هنا ؛ فقيل : هو بمعنى «هذا» ، وتكون الإشارة إلى هذه الحروف من القرآن ، وذلك أنه قد يشار بذلك إلى حاضر تعلّق به بعض غيبة ، وقيل : هو على بابه ، إشارة إلى غائب.
واختلفوا في ذلك الغائب ؛ فقيل : ما قد كان نزل من القرآن ، وقيل غير ذلك ؛ انظره.
__________________
ـ بلفظ : «أنا الله أرى». والسيوطي في «الدر» (١ / ٥٤) ، بلفظ : «أنا الله أعلم» ، وعزاه لوكيع ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والنحاس. وفي (٣ / ٥٣٤) ، وعزاه لابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبي الشيخ ، والبيهقي في «الأسماء والصفات» ، وابن النجار في «تاريخه» ، وذكره القرطبي (١ / ١٣٥) ، وابن كثير (١ / ٣٦) ، وابن عطية الأندلسي في «تفسيره» (١ / ٨٢)
(١) وأبو جاد : الكلمة الأولى من الكلمات الثماني التي تجمع حروف الهجاء العربية. ويقال : إن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ لقي أعرابيّا فسأله : هل تحسن القراءة؟ فقال : نعم ، قال : فاقرأ أم القرآن ، فقال الأعرابي : والله ما أحسن البنات فكيف الأم؟! ، فضربه عمر ، وأسلمه إلى الكتّاب ، فمكث حينا ثم هرب ، ولما رجع إلى أهله أنشدهم [الوافر] :
أتيت مهاجرين فعلموني |
|
ثلاثة أسطر متتابعات |
وخطوا لي أبا جاد وقالوا |
|
تعلم سعفصا وقريشيات |
وما أنا والكتابة والتهجي |
|
وما حظ البنين مع البنات |
ينظر : «المعجم الكبير» (١ / ٢٢ ، ٢٣)
(٢) حييّ بن أخطب النضري : جاهلي ، من الأشداء العتاة. كان ينعت ب «سيد الحاضر والبادي». أدرك الإسلام ، وآذى المسلمين فأسروه يوم «قريظة». ثم قتلوه. ينظر : «سيرة ابن هشام» (٢ / ١٤٨ ـ ١٤٩) ، «تهذيب الأسماء» (١ / ١٧١) ، و «الأعلام» (٢ / ٢٩٢)
(٣) ذكره ابن عطية الأندلسي (١ / ٨٢) والسيوطي في «الدر» (١ / ٥٦) ، وعزاه لابن جرير ، وابن أبي حاتم.
(٤) عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد الخثعمي السهيلي : حافظ ، عالم باللغة والسير ، ضرير. ولد في «مالقة» ، وعمي وعمره (١٧ سنة). ونبغ فاتصل خبره بصاحب «مراكش» فطلبه إليها وأكرمه ، فأقام يصنّف كتبه ، من كتبه «الروض الأنف» في شرح «السيرة النبوية» لابن هشام ، وغيرها من الكتب في التفسير. ولد سنة (٥٠٨ ه.) ، وتوفي سنة (٥٨١ ه.).
انظر : «وفيات الأعيان» (١ / ٢٨) ، «نكت الهميان» (١٨٧) ، «زاد المسافر» (٩٦) «الأعلام» (٣ / ٣١٣)