* ت* : وخرج مسلم وأبو داود والنسائيّ من طريق أبي موسى رضي الله عنه عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم قال : «إذا صلّيتم فأقيموا صفوفكم ، ثمّ ليؤمّكم أحدكم ، فإذا كبّر فكبّروا ، وإذا قال : (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ) فقولوا : «آمين» ، يجبكم الله ...» الحديث (١). انتهى.
ومعنى «آمين» ؛ عند أكثر أهل العلم : اللهمّ ، استجب ، أو أجب (٢) يا ربّ.
ومقتضى الآثار أنّ كل داع ينبغي له في آخر دعائه أن يقول : «آمين» ، وكذلك كل
__________________
ـ (١ / ٣١٠) ، كتاب «الصلاة» ، باب النهي عن مبادرة الإمام بالتكبير ، الحديث (٨٧ / ٤١٥) ، وأبو داود (١ / ٥٧٥) ، كتاب «الصلاة» ، باب التأمين وراء الإمام ، الحديث (٩٣٥) ، والنسائي (٢ / ١٤٤) ، كتاب «الافتتاح» ، باب الأمر بالتأمين خلف الإمام ، من حديث أبي صالح ، عن أبي هريرة به بزيادة : «فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه».
وأخرجه عبد الرزاق (٢ / ٩٧) ، كتاب «الصلاة» ، باب آمين ، الحديث (٢٦٤٤) بزيادة ، فقال : ثنا معمر ، عن الزهري ، عن المسيب ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «إذا قال الإمام : (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ) ، فقولوا : آمين ، فإن الملائكة يقولون : آمين ، وإن الإمام يقول : آمين ، فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه».
وأخرجه أحمد (٢ / ٢٣٣) ، والنسائي (٢ / ١٤٤) ، كتاب «الافتتاح» ، باب جهر الإمام بآمين ، من طريق معمر به.
(١) أخرجه مسلم (٢ / ٢٨٣ : ٢٨٦ ـ الأبي) ، كتاب «الصلاة» ، باب التشهد في الصلاة ، حديث (٦٢ / ٤٠٤) ، وأبو داود (١ / ٣١٩ ـ ٣٢٠) ، كتاب «الصلاة» ، باب التشهد ، حديث (٩٧٢) ، والنسائي (٢ / ١٩٦) ، كتاب «التطبيق» ، باب قوله ، ربنا لك الحمد ، حديث (١٠٦٤). وابن ماجة (١ / ٢٧٦) ، كتاب «الصلاة» ، باب إذا قرأ الإمام فأنصتوا ، حديث (٨٤٧) ، وأحمد (٤ / ٣٩٣ ، ٣٩٤ ، ٤٠١ ، ٤٠٥ ، ٤١٥) ، وابن خزيمة (١٥٨٤ ، ١٥٩٣) ، والبيهقي (٢ / ٩٦) ، كلهم من طريق حطان بن عبد الله الرقاشي ، عن أبي موسى الأشعري مرفوعا.
(٢) «آمين» ليست من القرآن إجماعا ، ومعناها : استجب ، فهي اسم فعل مبني على الفتح. وقيل : ليس اسم فعل ، بل هو من أسماء الباري تعالى ، والتقدير : يا آمين ، وقد ضعف أبو البقاء هذا القول بوجهين : أحدهما : أنه لو كان كذلك لكان ينبغي أن يبنى على الضم ؛ لأنه منادى مفرد معرفة.
والثاني : أن أسماء الله تعالى توقيفية.
وفي «آمين» لغتان : المد والقصر ، تقول العرب : آمين ، وأمين ، قال الشاعر : [الطويل]
تباعد عنّي فطحلّ إذ دعوته |
|
أمين فزاد الله ما بيننا بعدا |
وقال المجنون : [البسيط]
يا ربّ لا تسلبنّي حبّها أبدا |
|
ويرحم الله عبدا قال آمينا |
ينظر : «معاني القرآن» للزجاج (١ / ٥٤) ، و «الوسيط» (١ / ٧٠) ، و «الدر المصون» (١ / ٨٦) ، و «الزاهر» (١ / ١٦١) ، و «غرائب النيسابوري» (١ / ٧٥) ، وابن كثير (١ / ٣١)