الأنبياء وأوصيائهم لكنّه لا يصحّ بالنسبة إلى نبيّنا ووصيه الذي هو مصبّ كلامه ، فإنّ الشرافة والفضلية لهما ليست بسماع صوت الملك كي يفرّق بينهما باختصاص الأوّل بشرف الرؤية حفظا للمرتبة ، بل قد سمعت أنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قد تلقّى القرآن من لدن حكيم عليم من دون توسط أحد من الملائكة والروحانيين ، وكيف يتوسط الأدنى للأعلى والرعية للسلطان ، والخادم للمخدوم ، بل كيف تستنير الشمس من الأرض التي أشرقت عليها.
وما ذكرناه لائح لا ستر فيه لمن تأمّل في الأخبار والآثار المأثورة عنهم ، بل ذكر الصدوق في اعتقاداته موافقا لما حكينا روايته عنه سابقا عن «إكمال الدين» أنّ الغشوة التي كانت تأخذ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فإنّها كانت عند مخاطبة الله (عزوجل) إيّاه حتى يثقل ويعرق وأمّا جبرئيل فإنّه كان لا يدخل عليه حتى يستأذنه إكراما له ، وكان يقعد بين يديه قعدة العبد (١).
وفي التوحيد عن زرارة قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : جعلت فداك الغشية التي كانت تصيب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إذا نزل عليه الوحي؟ فقال عليهالسلام : ذلك إذا لم يكن بينه وبين الله أحد ذاك إذا تجلّى الله له ، ثم قال عليهالسلام : تلك النبوّة يا زرارة وأقبل بتخشّع (٢).
وفي المحاسن عن هشام بن سالم قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إذا أتاه الوحي من الله وبينهما جبرئيل يقول : هو ذا
__________________
(١) كمال الدين : ٥١ ـ وبحار الأنوار ج ١٨ ص ٢٦٠ ط. الاخوندي بطهران.
(٢) بحار الأنوار ج ١٨ ص ٢٥٦ ط. الاخوندي بطهران.