الألحان ووقف الأمراض والأبدان وحرّر النسب الفلكية في النغم ـ والأصوات وركّب في ذلك بعض الآلات.
قال شيخنا البهائي في كشكوله : علم الموسيقى علم يعرف منه النغم والأيقاع وأحوالها وكيفيّة تأليف الّلحون واتّخاذ الآلات الموسيقارية وموضوعه الصوت من وجه تأثيره في النفس باعتبار نظامه. والنغمة صوت لابث زمانا تجري فيه الألحان مجرى الحروف من الألفاظ وبسائطها سبعة عشر وأوتارها أربعة وثمانون والأيقاع اعتبار زمان الصوت ولا مانع شرعا من تعلّم هذا العلم وكثير من الفقهاء كانوا مبرّزين فيه. نعم الشريعة المطهّرة على صادعها أفضل السّلام منعت من عمله والكتب المصنّفة فيه إنّها مسموعة على العموم من أيّ آلة اتفقت وصاحب العمل إنّما يأخذها على أنّها مسموعة من الآلات الطبيعيّة كالحلوق الإنسانيّة والصناعيّة كالآلات الموسيقاريّة. وأمّا ما يقال : من أنّ الألحان الموسيقيّة مأخوذة من نسب الاصطكاكات الفلكيّة فهو من جملة رموزهم إذ لا اصطكاك في الأفلاك ولا قرع فلا صوت انتهى.
وعلى كلّ حال فالإعراض عن فنون هذه الصناعة كعلم الأيقاع ومعرفة النقرات وكيفيّة تألّف الأصوات وعلم النسبة وتفكيك الدائرة والتلحين وغيرها اولى ، كما إنّي أعرضت عن تعلّمها والاشتغال بها رأسا فإنّه مع كونه من تضييع العمر الّذي نسئل الله العافية منه لا تحصل الخبرة فيها إلّا بالممارسة العمليّة المحرّمة في الشريعة المطهّرة النبويّة (على صادعها ألف ألف سلام وتحيّة).
نعم قد يعدّ من فروعها علم العروض الّذي ربما يعدّ منه علم القواعد أيضا وإن كانت متعلّقة بالأمور المحتاجة إلى المادة تحققا وتعقلا فهي الحكمة الطبيعيّة الّتي موضوعها الجسم الطبيعي من حيث اشتماله على قوّة التغيّر ولذا يبحث ـ فيها عن