وعلم الحروف الّذي يبحث فيه من أعداد الحروف وموادّها وصورها وصفاتها ومنسوباتها والرّوحانيات المتعلّقة بها وانقسامها حسبما نشير إلى شطر منها فيما بعد إن شاء الله.
وعلم التكسير الذي يقال له : علم الجفر أيضا وهو من العلوم المكنونة المخزونة عند الأئمّة عليهالسلام كما ورد عنهم في أخبار كثيرة بل اشتهر عند المخالفين أيضا انتسابه إليهم ، ولذا قال المحقّق الشريف في «شرح المواقف» : الجفر والجامعة كتابان لعليّ عليهالسلام قد ذكر فيهما على طريقة علم الحروف الحوادث التي تحدث إلى انقراض العالم وكان الأئمّة المعروفون من أولاده يعرفونهما ويحكمون بهما وفي كتاب قبول العهد الذي كتبه عليّ بن موسى الرضا عليهالسلام إلى المأمون : إنّك قد عرفت من حقوقنا ما لم يعرفه آباؤك فقبلت منك عهدك إلّا أنّ الجفر والجامعة يدلّان على أنّه لا يتمّ.
ولمشايخ المغاربة نصيب من علم الحروف ينتسبون فيه الى أهل البيت عليهمالسلام. الى آخر ما ذكره صاحب «شرح المواقف».
ولخواصّ شيعتهم حظّ من أشعّة أنوارهم ونصيب من لمعات أسرارهم. ومبناهم على وجوه التكسير والبسط وأقسام الطرح والنظيرة والمستحصلة والمستحضرة وغيرها ممّا يعرفه أهله ولهم في ذلك رموز وإشارات الى كنوز. وأمّا المسطور في الصفحات فعدد كلّ من أجزائه وصفحات كلّ جزء وسطور كلّ صفحة وبيوت كلّ سطر ثمانية وعشرون عدد الحروف.
وقال بعض السادة الأجلّاء (عطّر الله مرقده) : إنّ الجفر اسم بقرة أتى بها جبرئيل حين كان رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) وأمير المؤمنين (عليه آلاف التحيّة والثناء) على جبل فاران فذبحها أمير المؤمنين (عليهالسلام) بأمر