بسطر أو بسطرين وقد أشير آنفاً إلى ما مرّت الإشارة إليه هناك من التمثيل بالإيجاب والاستحباب والحرمة والكراهة لانتفاء الاتحاد عرفاً وتحقق الاتحاد عقلا ودقة فراجع ولا تغفل.
في الإشارة إلى قاعدة اليقين ومدركها
(بقي شيء) وهو انا قد أشرنا في صدر تتمة الاستصحاب وفي صدر الاستصحاب أيضاً أن الشيخ أعلى الله مقامه قد أشار في الخاتمة إلى قاعدة اليقين ومدركها وأنه سيأتي منا الإشارة إليهما إن شاء الله تعالى فهذا هو محل الإشارة إليهما فنقول.
(اما قاعدة اليقين) فالفرق بينها وبين الاستصحاب أن الشك في الاستصحاب مما يتعلق ببقاء ما تيقن به وفي قاعدة اليقين يتعلق بأصل ما تيقن به (فإذا تيقن) بعدالة زيد في يوم الجمعة ثم شك في بقاء عدالته في يوم السبت فهذا هو مجري الاستصحاب المستفاد من الأخبار وبناء العقلاء على التفصيل المتقدم لك شرحه وبيانه (وإذا تيقن) بعدالة زيد في يوم الجمعة ثم شك في يوم السبت في أصل عدالته في يوم الجمعة بأن زال مدرك اعتقاده ومنشأ علمه فهذا هو مجري قاعدة اليقين المشتهرة بالشك الساري (ومن هنا يتضح) أن بين قاعدة الاستصحاب وقاعدة اليقين فرق آخر أيضاً غير تعلق الشك بالبقاء في الأول وبأصل ما تيقن به في الثاني وهو جواز اجتماع اليقين والشك في الاستصحاب في زمان واحد بخلاف قاعدة اليقين فلا يجوز ففي الاستصحاب يمكن أن يقطع فعلا بعدالة زيد في يوم الجمعة ويشك أيضاً فعلا في بقاء عدالته في هذا اليوم ولا يمكن ذلك في قاعدة اليقين أصلا فلا يجوز أن يقطع فعلا بعدالته في يوم الجمعة ويشك أيضاً فعلا في أصل عدالته في يوم الجمعة بل لا بد في قاعدة اليقين أن يكون اليقين والشك طوليين لا عرضيين في زمان واحد.