تعريف بسورة الحج
١ ـ سورة الحج هي السورة الثانية والعشرون في ترتيب المصحف ، وعدد آياتها ثمان وتسعون آية في المصحف الكوفي ، وسبع وتسعون في المكي وخمس وتسعون في البصري ، وأربع وتسعون في الشامي.
وسميت بسورة الحج ، لحديثها بشيء من التفصيل عن أحكام الحج.
٢ ـ ومن العلماء من يرى أنها من السور المكية ، ومنهم من يرى أنها من السور المدنية.
والحق أن سورة الحج من السور التي فيها آيات مكية ، وفيها آيات مدنية فمثلا : الآيات التي تتحدث عن الإذن بالقتال ، من الواضح أنها آيات مدنية ، لأن القتال شرعه الله ـ تعالى ـ بالمدينة ، وكذلك الآيات التي تتحدث عن أحكام الحج ، لأن الحج فرض بعد الهجرة.
قال الآلوسى بعد أن ذكر أقوال العلماء في ذلك : «والأصح أن سورة الحج مختلطة» فيها آيات مدنية ، وفيها آيات مكية ، وإن اختلف في التعيين ، وهو قول الجمهور» (١).
وقال بعض العلماء : «والذي يغلب على السورة هو موضوعات السور المكية وجو السور المكية. فموضوعات التوحيد ، والتخويف من الساعة ، وإثبات البعث ، وإنكار الشرك ، ومشاهد القيامة. وآيات الله المبثوثة في صفحات الكون .. بارزة في السورة. وإلى جوارها الموضوعات المدنية من الإذن بالقتال ، وحماية الشعائر ، والوعد بنصر الله لمن يقع عليه البغي وهو يرد العدوان ، والأمر بالجهاد في سبيل الله» (٢).
٣ ـ وقد افتتحت السورة الكريمة افتتاحا ترتجف له النفوس ، حيث تحدثت عن أهوال يوم القيامة ، وعن أحوال الناس فيه ...
قال ـ تعالى ـ (يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ. يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ ، وَتَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها ، وَتَرَى النَّاسَ سُكارى وَما هُمْ بِسُكارى وَلكِنَّ عَذابَ اللهِ شَدِيدٌ) ..
٤ ـ وبعد أن ساقت السورة الكريمة نماذج متنوعة لأحوال الناس في هذه الحياة ، وأقامت
__________________
(١) تفسير الآلوسى ج ١٧ ص ١١٠.
(٢) في ظلال القرآن ج ١٧ ص ٥٧٥.