التفسير
قال الله تعالى :
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (١) ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلاَّ اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (٢) لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هذا إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (٣) قالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٤) بَلْ قالُوا أَضْغاثُ أَحْلامٍ بَلِ افْتَراهُ بَلْ هُوَ شاعِرٌ فَلْيَأْتِنا بِآيَةٍ كَما أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ (٥) ما آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ)(٦)
وقوله ـ سبحانه ـ : (اقْتَرَبَ) من القرب الذي هو ضد البعد.
والمعنى : قرب الزمن الذي يحاسب فيه الناس على أعمالهم في الدنيا ، والحال أن الكافرين منهم في غفلة تامة عن هذا الحساب ، وفي إعراض مستمر عن الاستعداد له بالإيمان والعمل الصالح.
قال الإمام ابن كثير : هذا تنبيه من الله ـ عزوجل ـ على اقتراب الساعة ودنوها ، وأن الناس في غفلة عنها ، أى لا يعملون لها ، ولا يستعدون من أجلها.
قال ـ تعالى ـ : (أَتى أَمْرُ اللهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ ...) وقال : (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَ