قال القشيري : والله الغنى لذاته بذاته ، ومن غنائه : تمكنه من تنفيذ مراده ، واستغناؤه عما سواه ، وأنتم الفقراء إلى الله ، فى نعمة الإيجاد ، ونعمة الإمداد ، فى الابتداء ليخلقكم ، وفى الوسط ليربيكم ، وفى الانتهاء يفنيكم عن أنانيتكم ، ويبقيكم بهويته ، فالله غنى عنكم من الأزل إلى الأبد ، وأنتم الفقراء محتاجون إليه من الأزل إلى الأبد (١). ه. وإن تتولوا عن السير ، وتركنوا إلى الرّخص والشهوات قبل التمكين ، يستبدل قوما غيركم ، يكونوا أحزم منكم ، وأشد مجاهدة ، صادقين فى الطلب ، ثابتين القدم فى آداب العبودية ، قد أدركتهم جذبات العناية ، وهبّت عليهم ريح الهداية ، ثم لا يكونوا أمثالكم فى التولي والضعف ، حتى يصلوا إلى مولاهم. وبالله التوفيق ، وهو الهادي إلى سواء الطريق ، وصلّى الله على سيدنا ومولانا محمد وآله وصحبه وسلم.
__________________
(١) بالمعنى.