٢ ـ المكر.
٣ ـ البلاء والعذاب.
٤ ـ الشّرك وعبادة الأوثان.
٥ ـ الإضلال والإغواء.
وقد اشير في بعض كتب اللغة كلسان العرب إلى أغلب هذه المعاني أيضاً ، ومن البديهي أنّ الفتنة في الآية مورد البحث لا يمكن أنْ تكون بمعنى الإمتحان أو المكر والبلاء ، وعليه فهي بمعنى الشّرك أو ضغوط المشركين لإضلال الآخرين ، ويمكن أن تكون بمعنى جامع شامل للشّرك وضغوط المشركين والعذاب والبلاء ، وعليه فما دامت الضغوط مستمرة من قبل الكفّار لتغيير عقيدة المؤمنين ، يكون القتال في مواجهة ذلك مأذوناً فيه ، ويجوز الجهاد للحصول على الحريّة والحدِّ من الضّغوط والتّعذيب ، ولكن متى ما رفع الكفّار أيديهم عن ممارسة ذلك ، ينبغي الكف عن قتالهم ، وعليه فالجهاد هنا نوع من أنواع الدّفاع.
* * *
وفي الآية الثالثة ورد أمرٌ للمسلمين لإعداد كلّ لون من ألوان القوّة لقتال الأعداء ، يقول عزوجل : (وَاعِدُّوا لَهُمْ مَّا اسْتَطَعْتُمْ مِّنْ قُوَّةٍ) ثُمّ يشير إلى مصداق واضحٍ لذلك كان يعدُّ حينذاك من وسائل القتال المهمّة ، يقول عزوجل : (وَمِنْ رِّبَاطِ الخَيْلِ).
وفي العبارة اللاحقة يشير تعالى إلى الهدف النّهائي لهذا الإعداد ويقول : (تُرهِبُونَ بهِ عَدُّوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُم).
وعليه فالهدف من الإعداد وتهيئة القوى ليس غزو الآخرين والهجوم على أحد ، وإنّما الهدف هو إخافة الأعداء ، ذلك التخويف الذي يكون رادعاً من نشوب الحرب والقتال.
وفي الحقيقة ، فإنّ تقوية البنية الدّفاعيّة ، كان دائماً عاملاً مؤثراً في الحدِّ من هجوم الأعداء ، وهذا هدف مقدّس جدّاً ومطابق للعقل والمنطق.
ولابدّ من الإلتفات إلى هذه النّكتة وهي أنّ مفهوم الآية الكريمة أوسع بكثير ، ويشمل كلّ