ثمّ هاجر إلى
مدينة «قم المقدّسة» وبقي ما يقارب سبعة أشهر في مدرسة الفيضية المباركة.
وفي سبيل الهدف
النّبيل الّذي رسمه لنفسه ، كان يمرّ على الفقر والأزمّات المعيشيّة في تلك الأيام
مرور الكرام ، مركّزا همّه في ما نذر نفسه من أجله ، حتى استحوذ ليستوعب التّحصيل
والتّدريس على أغلب ساعات يومه ، مكتفيا من النّوم بأربع ساعات ، بل أقلّ.
ولقد آتى جهده
الحثيث هذا أكله ، فجعله ـ منذ صغره ـ مورد أمل وإجلال وإكبار من أساتذته الفضلاء
حتى قال أحد العلماء : «إني طيلة حياتي ومنذ أن عاشرت طلّاب العلوم ، لم أر مثله
في دقة النّظر» نظرا لما وجده فيه من فطنة وذكاء ... ونبوغ مبكّر.
هجرته إلى مشهد
المقدسة :
في أوائل سنة ١٣٧٥
ه. ق. هاجر إلى مشهد المقدّسة حاضنة الإمام الثّامن من أئمّة أهل البيت عليهمالسلام أبي الحسن عليّ بن موسى الرّضا عليهالسلام فاشتغل بإكمال السّطح العالي ، ومقدار من دروس الخارج في
الفقه والاصول ، عند أساتيذ وأفاضل الحوزة العلميّة هناك ، مع أنّه قدسسره كان من أساتذة الكبار الشّهير في علمى الأدب والمنطق وعلى
امتداد السّنوات السّتّ الّتي قضاها بجوار الإمام الرّضا عليهالسلام كان مورد عناية خاصّة ، واهتمام بالغ من مشايخه وأساتذته
ولا سيّما استاذه الكبير آية الله العظمى الشّيخ هاشم القزويني قدسسره ، الشّهير ببراعته الواضحة في علمي الفقه والاصول ،
وتمرّسه وحذقه في الأخلاق وتزكية النّفس علما وعملا.
هجرته إلى قم
المقدّسة :
بعد ستّ سنوات
الّتي كان في مشهد ، بجوار الإمام علي بن موسى الرّضا عليهالسلام في سنة ١٣٨٠ ه. ق. هاجر إلى قم المقدّسة ـ عشّ آل محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ لتحصيل الدّرجات العلى والاستفادة من محضر علمائها
الأعلام ، مضافا إلى التّدريس ونشر علوم أهل البيت عليهمالسلام إلى أن منحه الله سبحانه من الرّتب أرقاها ، والدّرجات
أعلاها ، في العلم والأخلاق والسّلوك.
يقول الفقيه
الرّاحل عن نفسه قدسسره : «منذ أن دخلت في سلك طلب العلم كان دأبي تدريس كلّ كتاب
أفرغ من درسه ، وأتذكّر أيّامي الّتي كنت في مدرسة صدر في بابل بعد أن فرغت من درس
كتاب السّيوطي ، بدأت بتدريسه ، وحتّى أن أكملت درس كفاية الاصول بدأت بتدريسه ،
وهكذا سائر الكتب الاصوليّة والفقهيّة والتّفسيريّة والعقائدية والفلسفيّة.»
أساتذته :
تتلمذ الفقيه
الرّاحل قدسسره على يد آيات عظام ومراجع كبار واستلهم من نورهم ، نذكر
بعضا ، منهم :
١ ـ سماحة آية
الله العظمى السّيّد البروجردي قدسسره.