«
يا عمرو ، إنّك عاهدت قومك ألاّ يدعوك رجل من قريش إلى خلال ثلاث إلاّ أجبته؟ ...
».
نعم ، هذا عهدي.
«
إنّي أدعوك إلى الإسلام ... ».
وضحك عمرو وقال
للإمام بسخرية :
أأترك دين آبائي ،
دع هذا عنك ..
«
أكفّ يدي عنك فلا أقتلك وترجع؟ ».
وغضب عمرو وعجب من
جرأة هذا الفتى عليه وقال له :
إذن تتحدّث العرب
عن فراري ..
وعرض الإمام عليه
الأمر الثالث فقال له :
«
إنّي أدعوك إلى النّزال؟ » .
وعجب عمرو من جرأة
الفتى وبسالته ، فنزل عن فرسه واستلّ سيفه وضرب رأس الإمام ، فاستقبلها بدرقته
فقدّها ونفذ السيف إلى رأس الإمام فشجّه ، وأيقن المسلمون أنّ الإمام قد لاقى
مصيره ، ولكن الله تعالى نصره وحماه ، فقد ضرب عمروا ضربة هدّته وسقط إلى الأرض
يخور بدمه كما يخور الثور عند ذبحه .. وكبّر الإمام ، وكبّر المسلمون ، فقد انقصم
ظهر الشرك وتفلّلت قواه ، وأحرز الإسلام النصر الحاسم على يد إمام المتّقين وبطل
الإيمان ، وراح النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم يقلّده وساما مشرقا باقيا على امتداد
التاريخ قائلا : «
لمبارزة عليّ بن أبي طالب لعمرو بن عبد ودّ يوم الخندق أفضل من أعمال أمّتي إلى
يوم القيامة » .
__________________