رسلك حتّى تنزل بساحتهم ، ثمّ ادعهم إلى الإسلام ، وأخبرهم بما يجب عليهم من حقّ الله فو الله! لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النّعم » (١).
وأسرع القائد العظيم مزهوّا لم يختلج في قلبه رعب ، وهو يلوّح بلواء النصر متّجها نحو الحصن ، فقلع بابه وتترّس بها (٢) ووقته من ضربات اليهود وقذائفهم ، وذعر اليهود وأصابتهم أوبئة الخوف وفزعوا من هذا البطل الذي قلع باب حصنهم وتترّس بها.
وبرز مرحب ـ وهو من أبطال اليهود وشجعانهم ـ صوب الإمام وعليه مغفر يماني وحجر قد ثقبه مثل البيضة على رأسه ، وهو يرتجز :
قد علمت خيبر
أنّي مرحب |
|
شاكي السلاح بطل
مجرّب |
إذا الليوث أقبلت تلتهب واستقبله حامي الإسلام وعليه جبّة حمراء فأجابه :
« أنا الّذي
سمّتني أمّي حيدره |
|
ضرغام آجام وليث
قسوره » (٣) |
__________________
(١) صفوة الصفوة ١ : ١٦٤. صحيح البخاري ٧ : ١٢١. وفي وسائل الشيعة ( ٦ : ٣٠ ) : « يا عليّ ، لا تقاتلنّ أحدا حتّى تدعوه إلى الإسلام ».
(٢) إنّ قلع الإمام لباب خيبر كان من المعاجز ، فقد كانت الباب لا يقلعها إلاّ أربعون رجلا ، كما نصّت عليه المصادر التالية : تاريخ بغداد ١١ : ٣٢٤. ميزان الاعتدال ٢ : ٢١٨. كنز العمّال ٦ : ٣٦٨.
وفي الرياض النضرة ( ٢ : ١٨٨ ) : « إنّه اجتمع سبعون رجلا فأعادوا الباب بعد جهد ».
(٣) الآجام : جمع أجمة ، وهي الشجر الكثير الملتفّ أو القصب يكونان مأوى للأسود ، وهو إشارة إلى فرط قوّته ومنعة جانبه ، فإنّه لم يكتف بحماية أجمة ، وإنّما حمى آجاما.
القسورة : أوّل الليل ، وتأتي بمعنى الأسد ، وهو من القسر لأنّه يأخذ فريسته قسرا وقهرا.