وإطلاق الرزق على غير المال ـ من سائر الكرامات ـ كثير في القرآن.
وفي تفسير العيّاشي عن الصادق ـ عليهالسلام ـ في الآية ، قال : «وممّا علّمناهم يبثّون». (١) (٢)
وفي المعاني عنه ـ عليهالسلام ـ : «وممّا علّمناهم يبثّون ، (٣) ومما علّمناهم من القرآن يتلون». (٤)
قوله سبحانه : (وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ)
العدول ـ في خصوص الإذعان بالآخرة ـ عن الإيمان إلى اليقين ، كأنّه للإيماء إلى أنّ التقوى لا تتمّ إلّا مع اليقين بالآخرة ـ الذي لا يجامع نسيانها ـ دون الإيمان المجرّد ؛ فإنّ الإنسان ربّما يؤمن بشيء ويذهل عن بعض لوازمه فيأتي بما ينافيه ، لكنّه إذا كان على ذكر من يوم يحاسب فيه على الخطير واليسير من أعماله ، لا يقتحم معه الموبقات ، ولا يحوم حول محارم الله البتّة.
قال سبحانه : (وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ بِما نَسُوا يَوْمَ الْحِسابِ) (٥) فبيّن أنّ الضلال عن سبيل الله إنّما هو بنسيان يوم الحساب ، فذكره واليقين به ينتج التقوى.
__________________
(١). في المصدر : «ينبئون»
(٢). تفسير العيّاشي ١ : ٢٥ ، الحديث : ١.
(٣). في المصدر : «ينبئون»
(٤). معاني الأخبار : ٢٣ ، الحديث : ٢.
(٥). ص (٣٨) : ٢٦.