جبرئيل (١) : لا امض امض ، حتّى وافى (٢) مكّة ، فوضعه في موضع البيت.
وقد كان إبراهيم عاهد سارة أن لا ينزل حتّى يرجع إليها ، فلمّا نزلوا في ذلك المكان كان فيه شجر ، فألقت هاجر على ذلك الشجر كساءا كان معها ، فاستظلّوا تحته ، فلمّا سرّحهم إبراهيم ووضعهم ، أراد الانصراف عنهم (٣) إلى سارة ، قالت له هاجر : يا إبراهيم ، أتدعنا (٤) في موضع ليس فيه أنيس ولا ماء ولا زرع؟! فقال إبراهيم : الله الذي أمرني أن أضعكم في هذا المكان ، هو يكفيكم. (٥)
ثمّ انصرف عنهم ، فلمّا بلغ كداء ـ وهو جبل بذي طوى ـ التفت إبراهيم فقال : (رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ) (٦) ثمّ مضى وبقيت هاجر.
فلمّا ارتفع النهار عطش إسماعيل ، فقامت هاجر في موضع السّعي (٧) فصعدت على الصفا ، ولمع لها السّراب في الوادي فظنّت أنّه ماء ، فنزلت في بطن الوادي وسعت ، فلمّا بلغت المروة غاب عنها إسماعيل ، عادت حتى بلغت الصفا فنظرت ... حتى فعلت ذلك سبع مرّات ، فلمّا كان في الشوط السابع ـ وهي على المروة ـ نظرت إلى إسماعيل وقد ظهر الماء من تحت رجليه ، فعادت حتّى
__________________
(١). في المصدر : ـ «جبرئيل»
(٢). في المصدر : «أتى»
(٣). في المصدر : «منهم»
(٤). في المصدر : «لم تدعنا»
(٥). في المصدر : ـ «هو بكيفيكم»
(٦). إبراهيم (١٤) : ٣٧.
(٧). في المصدر : «المسعى»