لأن الشعراء قد شبهت الشباب بالغراب والغداف وأكثرت من ذلك ، وما ورد تشبيه الشيب الممتزج بالغراب الأبقع.
فإن قيل : إذا شبهوا الشباب بالغراب والغداف قبح هذا التشبيه تشبيه المختلط بالغراب الأبقع. قلنا : هو كذلك ، إلا أن هذا لا يدفع استغراب هذا التشبيه وإنه غير متداول مبتذل.
وممن سبق إلى هذا المعنى أبو حية النميري في قوله :
زمان علي غراب غداف |
|
فطيره الشيب عني فطارا |
ووجدت لبعض الأعراب ممن لا أعلم تقدمه لزمان أبي حية أو تأخره :
وكأنما الشيب الملم بلمتي |
|
باز أطار من الشباب غرابا |
ونظير بيت الأعرابي قول أبي دلف :
أرى بازي المشيب أطار عني |
|
غرابا حب ذلك من غراب |
ومثله لابن المعتز :
وأرسل الشيب في رأسي ومفرقه |
|
بزاته البيض في غرباني السود |
ونظير قول أبي حية ليزيد بن الطثرية :
وأصيح رأسي كالصخيرة أشرفت |
|
عليها عقاب ثم طار غرابها |
* * *
ولي أيضا :
صدت وما صدها إلا على ياس |
|
من أن ترى صبغ فوديها على رأسي |