الصّقر بمكّة ، أنا ابن قبيس : أخبرنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، نا جدّي ، نا الخرائطيّ ، فذكر حديثا من مساوىء الأخلاق.
وقد روى [عن] (١) ابن أبي الصّقر : محمد بن عبد الهادي ، وعاش بعد صدقة مائة (٢) سنة وأشهرا (٣).
وقال ابن الجوزيّ في «المنتظم» (٤) : دخل صدقة بن وزير إلى بغداد ، ولازم التّقشّف زائدا في الحدّ ووعظ. وكان يصعد إلى المنبر وليس عليه فرش. وأخذ قلوب العوامّ بثلاثة أشياء ، أحدها التّقشّف الخارج ، والثّاني التّمشعر ، فإنّه كان يميل إلى مذهب الأشعريّ ، والثّالث الرّفض ، فإنّه كان
__________________
(١) إضافة من المختصر ٢ / ١٠٩.
(٢) في المختصر ٢ / ١٠٩ «ثمانين سنة».
(٣) وقال مكي بن الخطيب بخسرسابور : أنشدنا أبو الحسن (كذا) صدقة بن وزير الزاهد لنفسه من قصيدة طويلة في طريق مكة :
الحمد لله حمدا لا نفاد له |
|
حتى الممات ويوم الحشر آمله |
مهيمن جلّ عن شبه وعن صفة |
|
بلا نظير ولا حدّ يشاكله |
دعا الأنام إلى البيت الحرام فمن |
|
هدي أجاب ولم يشغله شاغله |
من كل برّ تقيّ مخلص ورع |
|
صفت سرائره عفّت شمائله |
ومن مخدّرة عفّت وزيّنها |
|
طرف جريح بدمع فاض هاطله |
كم فدفد قد قطعناه وكم حدب |
|
أعيت ركائبنا منه جنادله |
وفي منى بلغ الأحباب منيتهم |
|
والحب محبوبه الأدنى مواصله |
وفي آخرها :
يا خسرسابور لا نابتك نائبة |
|
ولا عداك من الوسميّ هاطله |
لا زلت في سعة ، لا زلت في دعة |
|
لا باد ربعك واخضرّت منازله |
وأنشد الشيخ صدقة لنفسه :
أخيّ لو لا اشتياقي لم أزرك فإن |
|
تبعد فما دنوّي منك إرباح |
أبدي الجميل تكافيني بمحزنة |
|
كأنني طائر كافاه تمساح |
(تاريخ إربل ١ / ٣٨٨ ، ٣٨٩).
(٤) ج ١٠ / ٢٠٤ (١٨ / ١٥٤).