٢١١ ـ العلاء بن عليّ بن محمد بن عليّ (١).
أبو الفرج بن السّواديّ (٢) ، الواسطيّ ، الكاتب ، الشّاعر المشهور ، من بيت تقدّم وحشمة.
وقد كان أبو الفضل هبة الله بن الفضل القطّان هجا قاضي القضاة أبا القاسم الزّينبيّ بقصيدته الّتي أوّلها :
يا أخي الشّرط أملك |
|
لست للثّلب (٣) أترك |
وهي زيادة على مائة بيت مشهورة.
فأحضر الزّينبيّ أبا الفضل وصفعه ، وحبسه مدّة. ثمّ بعد ذلك مدح أبو الفرج هذا قاضي القضاة الزّينبيّ لمّا قدم من واسط ، فتأخّرت عنه جائزته ، وتردّد مرّات ، فما أجدى ، فاجتمع بابن القطّان وشرح له حاله ، ثمّ كتب إلى صديق لقاضي القضاة الزّينبيّ :
يا أبا الفتح الهجاء (٤) إذا |
|
جاش صدر منه متّسع |
وقوافي الشّعر دانية (٥) |
|
ولها الشّيطان متّبع |
فاحذروا كافات منحدر |
|
ما لكم في صنعه طمع (٦) |
واتّصلت الأبيات بالزّينبيّ ، فأجاز ابن السّواديّ وأرضاه.
ولد سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة بواسط ، والسّواديّ نسبة إلى سواد العراق.
__________________
(١) انظر عن (العلاء بن علي) في : وفيات الأعيان ٣ / ٤٨١ ، ٤٨٢ رقم ٥١٠.
(٢) السّوادي : بفتح السين المهملة والواو ، وبعد الألف دال مهملة ، هذه النسبة إلى سواد العراق ، وإنما قيل له السواد لأنّ العرب لما رأت خضرة الأشجار قالت : ما هذا السواد؟ فبقي الاسم عليه.
(٣) في الأصل : «للترك» والتصحيح من : وفيات الأعيان ٣ / ٤٨٢.
(٤) في الأصل : «أهجا».
(٥) في وفيات الأعيان : «واثبة».
(٦) وفيات الأعيان ٣ / ٤٨٢.