وتوفّي في هذه السّنة رحمهالله تعالى.
٢٩٩ ـ يغمر بن ألب سارخ (١).
الفقيه أبو النّدى (٢) التركيّ ، المقرئ.
كان أبوه جنديّا (٣).
قال ابن عساكر : كان يعمل في القراءة ، وتفقّه على شيخنا أبي الحسن بن مسلم ، وكان يحفظ قطعة صالحة من الأخبار والأشعار. وكان يحثّني على تبييض التّاريخ ، وكان قد حصل عندي فتور عن تبييضه (٤) ، فلمّا
__________________
= مشهور الاسم ، بعيد الصيت ، عارفا بالفقه وأصوله والكلام والنحو ، من أعرف أهل الأرض بتصانيف الشيخ أبي إسحاق الشيرازي في الفقه والأصول والخلاف ، يحفظ المهذب عن ظهر قلب.
وقيل : إنه كان يقرأه في كل ليلة واحدة ، وكان ورده في كل ليلة أكثر من مائة ركعة بسبع من القرآن العظيم. رحل إليه الطلبة من البلاد.
قال النووي في التنقيح : إنه يحكي طريقة العراقين ، وفي بعض الأماكن ينقل الطريقتين.
ومن تصانيفه : «البيان» في نحو عشرات مجلّدات ، واصطلاحه أن يعبّر ب «المسألة» عمّا في «المهذّب» وب «الفرع» عمّا زاد عليه. وكتاب «الزوائد» له جزءان ، جمع فيه فروعا زائدة على «المهذّب» من كتب معدودة ، وكتاب «السّؤال عمّا في المهذّب من الإشكال» وهو مختصر ، و «الفتاوى» مختصر أيضا ، و «غرائب الوسيط» ، و «مختصر الإحياء». وله في علم الكلام كتاب «الانتصار» في الردّ على القدرية. وابتدأ تصنيف «الزوائد» في سنة سبع عشرة ، فمكث فيها أربع سنين إلا قليلا. وكان ذلك منه بإشارة شيخه زيد البقاعي. وابتدأ تصنيف البيان سنة ثمان وعشرين ، وفرغ منه في سنة ثلاث وثلاثين. نقل الرافعي عنه في أول النجاسات أنه حكى وجها أنّ النبيذ طاهر. ثم في الوضوء ، ثم في الاستنجاء ، ثم في نواقض الوضوء ، ثم في الحيض ، ثم كرّر النقل عنه». (طبقات الشافعية).
(١) في الأصل : «يعمر» (بالعين المهملة) بن ألب «سارج» (بالجيم) ، والتصحيح من : تاريخ دمشق ، ومختصره لابن منظور ٢٨ / ٦٢ ، ٦٣ رقم ٤٧.
(٢) في الأصل : «أبو البدر».
(٣) وزاد ابن عساكر : كان يختلف إلى الدرس بالمدرسة الأمينية ، ويلقّن القرآن في المسجد الجامع ، ويؤم بالناس في الصلوات الخمس في مسجد العقيبة ، وكانت له مروءة مع ضعف ذلك ، يضيف من نزل به في مسجده وكان حسن الاعتقاد ، ذا صلابة في الدين.
(٤) وفي التاريخ زيادة : حتى أنه عزم عند وجود فترة مني عنه ، وانصراف همّتي عن تبييضه على =