الذى دخَل عوضا والنونُ التى ينبغى إسكانُها للبناءِ فكُسِرت والعلة الثانيةُ في كسرةِ أوانٍ أنا رأينا لاتَ قد تقَع بعدها الأزمنةُ منصوبةً ومرفوعةً اذا لم تكنْ محذُوفا منها شئٌ فلو قيل لاتَ أوانًا أو لاتَ أَوَانٌ كانا معربَيْنِ ولم يكن دليلٌ على حذفِ شئٍ وصار بمنزلة لاتَ حِينًا ولاتَ حينٌ بلا تقدير حذفٍ من حينٍ فنوَّنوا لما ذكرْنا وكَسُروا لأن يخرُجَ هذا من اللَّبْس
ومن ذلك هُنَا وهو إشارةٌ الى ما حضَر من المكانِ وفيه ثلاثُ لُغاتٍ هُنَا وهَنَّا وهِنَّا وهى أرْدَؤُها قال ذو الرمَّة في التشديد
هَنَّا وهِنَّا ومن هُنَّا لهُنَّ بها |
|
ذاتَ الشَّمائِلِ والأيمانِ هَيْنُومُ |
ويجوزُ إدخالُ حرفِ التنبيهِ عليه كما تُدْخِلْه على ذا اذا أشرْتَ اليه تقول ههُنا وههُنَّا واستَحقَّ البناءَ للإشارةِ والابْهامِ كما استَحقَّ هذا وهؤُلاء وما يَجرِى مجْراهما ولا تجُوزُ الاشارةُ به الى شئٍ غير المكان الا أن تجْرِيَه مُجْرَى المكانِ مَجازا كقولك قِفْ هُنا حيْثُ أمرَك اللهُ وإنما حيثُ للمكان ومثله زَيدٌ دُونَ عمْرو في مرتَبتِه وفوقَه ودُونَ وفَوْقَ يُسْتعْمَلانِ في حقيقة اللُّغةِ لما علا شيأ أو انحَطَّ عنه وقد جاء في الشعر للزمان قال الشاعر
لاتَ هَنَّا ذِكْرَى جُبَيْرةَ أو مَنْ |
|
جاء مِنْها بِطائِفِ الأهْوالِ |
أراد أنَّه ليس هذَا أوانَ ذِكرَى جُبَيرةَ وهى امرأةٌ
فاذا أشرتَ الى مكان متَنَحٍّ متباعِد قلت ثَمَّ اذا وصلتَ الكلامَ فاذا وقفْت عليه وقفْت بالهاء فقلت ثَمَّهْ وانما ألحقْتَ الهاءَ اذا وقَفْت لأن كل متحرِّك ليست حركتُه اعرابًا جاز أن تُلْحِق آخرَه هاءً في الوقْفِ نحو كَيْفَ وأيْنَ وهُوَ وهِىَ فتقول كَيْفَهْ وأيْنَهْ وهيَهْ وهُوَهْ قال حسان
اذا ما تَرَعْرَعَ فينا الغُلَام |
|
فما إنْ يُقالُ له مَنْ هُوَهْ |
ويجوز أن لا تُلْحِق هاءً فتقول جئتُك من ثَمّ وانما وجب أن يُفْتَح آخِرُه من قِبَل أن ثم يُشارُ بِه الى متباعِدٍ فوجب بِناؤه على السكون للاشارة التى فيه ولِابهامه على ما تقدم في المبهَماتِ فالْتقَى في آخِره ساكنانِ ففُتِح للتشديد الذى فيه ولا يُستعمَلُ الا للمكان المتنَحِّى أو ما أُجْرِىَ مُجْراه فان قال قائلٌ فهَلَّا زادُوا على إشارة الحاضِر