المحيطة به على ما يناسب قول الفلاسفة من أنه السطح الباطن من الحاوي ، وعلى هذا التقدير هل يتوقف حصول الحركة على أن يكون مفارقة الحيز وتبدل المحاذيات من جهة المتحيز البتة ، أم يحصل بأن يزول الحيز عنه ، وعن محاذاته ، وعلى الأول يمتنع حركة الجسم في حالة واحدة إلى جهتين مختلفتين ، وعلى الثاني لا يمتنع كما إذا تحرك بعض الجواهر المحيطة يمنة ، والبعض يسرة على ما يلزمه الأستاذ أبو إسحاق ، وإن شدد غيره النكير عليه حقا فإن العقل جازم بأن ذلك ليس بحركة وأن حركة الجسم في حالة واحدة لا تكون إلى جهتين ، وما ذكر في المواقف من أن هذا نزاع في التسمية ليس على ما ينبغي ، لأن ما ذكره الأستاذ وغيره في بيان الحيز أو الحركة ، أنه هذا أو ذاك ليس اصطلاحا منهم على أنا نجعله اسما لذلك ، وإلا لما كان لجعله من المسائل العلمية ، والاستدلال عليه بالأدلة العقلية معنى بل تحقيقا للماهية التي وضع لفظ الحيز أو الحركة وما يرادفه من جميع اللغات بإزائها ، وإثبات ذاتياتها بعد تصورها بالحقيقة حين يحكم بأن هذا في حيز ، وذاك في حيز (١) آخر وأن هذا متحرك وذاك ساكن.
__________________
(١) في (أ) بزيادة (في حيز).