نصوم شهر رمضان في كلِّ عام فقبلناه منك ، وأن نحجّ فقبلناه منك ، ثمّ لم ترضَ حتىٰ فضّلتَ ابن عمك علينا ، أفهذا شيء منك أم من الله تعالىٰ ؟
فقال النبيّ صلىاللهعليهوسلم : « والذي لا إلٰه إلّا هو ما هو إلّا من الله ». فولّى الحرث وهو يقول : أللّهمّ إن كان ما يقول محمد حقّاً فأَمطر علينا حجارةً من ٱلسماء أَو ائْتِنا بعذابٍ أَليمٍ !
فوالله ما وصل إلىٰ ناقته حتىٰ رماه الله تعالىٰ بحجر ، فوقع علىٰ دماغه ، فخرج من دُبره ، فقتله ، فنزلت : ( سَأَلَ سَائِلٌ ) الآيات.
١٥ ـ السيِّد جمال الدين الشيرازي : المتوفّىٰ ( ١٠٠٠ ).
قال في كتابه الأربعين في مناقب أمير المؤمنين : الحديث الثالث عشر(١) عن جعفر بن محمد ، عن آبائه الكرام :
أنَّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم لمّا كان بغدير خُمّ نادى الناس ، فاجتمعوا فأخذ بيد عليٍّ ، وقال : من كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه ، أللّهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذُل من خذله ، وأدر الحقَّ معه حيث كان ـ وفي رواية ـ أللّهمّ أَعِنْهُ وأعِنْ به ، وارحمه وارحم به ، وانصره وانصر به».
فشاع ذلك ، وطار في البلاد ، فبلغ ذلك الحارث بن النعمان الفهري ، فأتىٰ رسول الله صلىاللهعليهوسلم علىٰ ناقة له ... ، وذكر إلىٰ آخر حديث الثعلبي.
١٦ ـ الشيخ زين الدين المناويّ ، الشافعيّ : المتوفّىٰ ( ١٠٣١ ) ، المترجم ( ص ١٣٨ ).
رواه في كتابه فيض القدير في شرح الجامع الصغير ( ٦ / ٢١٨ ) في شرح حديث الولاية.
___________________________________
(١) الأربعين في فضائل أمير المؤمنين : ص ٤٠.