بأبي خديجة (١) وكان يزعم أنه مات فرجع ، فحاربوا عيسى محاربة شديدة بالحجارة والقصب والسكاكين لأنهم جعلوا القصب مكان الرماح وقد كان ابو الخطاب قال لهم : قاتلوهم فان قصبكم يعمل فيهم عمل الرماح والسيوف ورماحهم وسيوفهم وسلاحهم لا تضركم ولا تخل فيكم فقدمهم عشرة عشرة للمحاربة فلما قتل منهم نحو ثلاثين رجلا قالوا له ما ترى ما يحل بنا من القوم وما نرى قصبنا يعمل فيهم ولا يؤثر وقد عمل سلاحهم فينا وقتل من ترى منا فذكر لهم ما رواه العامة أنه قال لهم ان كان قد بدا لله فيكم فما ذنبي وقال لهم ما رواه الشيعة يا قوم قد بليتم وامتحنتم وأذن في قتلكم فقاتلوا على دينكم واحسابكم ولا تعطوا بلدتكم فتذلوا مع أنكم لا تتخلصون من القتل فموتوا كراما ، فقاتلوا حتى قتلوا عن آخرهم وأسر ابو الخطاب فأتي به عيسى بن موسى فقتله في دار الرزق على شاطئ الفرات وصلبه مع جماعة منهم ثم أمر باحراقه فاحرقوا وبعث برءوسهم إلى المنصور فصلبها على باب مدينة بغداد ثلاثة أيام ثم أحرقت ، وقال بعض أصحابه أن أبا الخطاب لم يقتل ولا قتل احد من أصحابه وإنما لبس على القوم وشبه عليهم وإنما حاربوا بامر ابي عبد الله
__________________
(١) انظر القصة في رجال الكشي ص ٢٢٥ ـ ٢٢٦ في ترجمة سالم بن مكرم وسالم هذا عده الشيخ الطوسي رحمهالله في رجاله من أصحاب الامام الصادق عليهالسلام وذكره أيضا في فهرسته ووثقه النجاشي في رجاله وقال ان كنيته كانت أبا خديجة وأن أبا عبد الله «ع» كناه أبا سلمة روى عن ابي عبد الله وابي الحسن عليهماالسلام