أشار (١) جعفر بن محمد إلى إمامة ابنه إسماعيل ثم مات إسماعيل في حياة ابيه رجعوا عن إمامة جعفر وقالوا كذبنا ولم يكن إماما لأن الامام لا يكذب ولا يقول ما لا يكون وحكموا على جعفر (٢) أنه قال أن الله عزوجل بدا له في إمامة إسماعيل فأنكروا البداء والمشيئة من الله وقالوا هذا باطل لا يجوز ومالوا إلى مقالة (البترية) ومقالة (سليمان بن جرير (٣)) وهو الذي قال لأصحابه بهذا السبب أن أئمة الرافضة وضعوا لشيعتهم مقالتين لا يظهرون معهما من أئمتهم على كذب ابدا وهما القول بالبداء (٤) واجازة
__________________
(١) لم يشر الامام إلى إمامة اسماعيل قط وانما الناس كانوا يزعمون ذلك لكبره وما تسالموا عليه من أن الأمر في الاكبر ما لم يكن به عاهة وفي الأحاديث الكثيرة أن الامام عليهالسلام سئل عن إمامة اسماعيل في حياته ومماته فنفاها غير مرة
(٢) كذا في النسخ المخطوطة ولعل الظاهر ـ وحكوا عن جعفر ـ
(٣) هو سليمان بن جرير الرقي الذي قال أن الامامة شورى وأنها تنعقد برجلين من خيار الأمة وأجاز إمامة المفضول وأهل السنة يكفرونه من أجل انه كفر عثمان رضي الله عنه انظر بقية مقالته ص ٩ من الكتاب وإليه تنسب «السليمانية» راجع الملل والنحل والفرق بين الفرق. والوافي للصفدي وغيرها
(٤) البداء من الله هو اظهار ما كان اخفاه على عباده لحكمة بالغة عنده في الحالين لا بمعناه المتراءى المستلزم للجهل ـ تعالى الله عن ذلك ـ والبداء الذي في اسماعيل لم يكن في أمر الامامة كما جاء في النقل المعتبر الذي رواه الشيخ المفيد رحمهالله عن الامام الصادق عليهالسلام بل بدا لله في دفع القتل عنه إذ كتب عليه مرتين فسأل الله أبوه سلام الله عليه دفعه عنه فدفعه الله