التقية (١) فأما البداء فان أئمتهم لما احلوا انفسهم من شيعتهم محل الأنبياء من رعيتها في العلم فيما كان ويكون والاخبار بما يكون في غد وقالوا لشيعتهم أنه سيكون في غد وفي غابر الأيام كذا وكذا فان جاء ذلك الشيء على ما قالوه قالوا لهم : ألم نعلمكم أن هذا يكون فنحن نعلم (٢) من قبل الله عزوجل ما علمته الأنبياء وبيننا وبين الله عزوجل مثل تلك الأسباب التي علمت بها الأنبياء عن الله ما علمت ، وإن لم يكن ذلك الشيء الذي قالوا انه يكون على ما قالوا قالوا لشيعتهم بدا لله في ذلك بكونه ، وأما التقية فانه لما كثرت على أئمتهم مسائل شيعتهم فى الحلال والحرام وغير ذلك من صنوف ابواب الدين فأجابوا فيها وحفظ عنهم شيعتهم جواب ما سألوهم وكتبوه ودونوه ولم يحفظ أئمتهم تلك الأجوبة لتقادم العهد وتفاوت الأوقات لأن مسائلهم لم
__________________
(١) التقية مما دل على وجوبه العقل إذا كانت لدفع الضرر الواجب وقد دل عليه أيضا القرآن العظيم. روى الطبرسي في الاحتجاج بسنده عن أمير المؤمنين عليهالسلام في بعض احتجاجاته على بعض وفيه (وآمرك أن تستعمل التقية في دينك فان الله عزوجل يقول لا يتخذ المؤمنون الكافرين اولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة) ومثله قصة عمار التي نزل فيها قوله تعالى إلا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان
(٢) هذه نسبة اختلقها القائل لتشويه سمعة الامام عليهالسلام بعد أن شط به الهوى عن القصد بشيء يختلف الناس في تفسيره حسب مزاعمهم ومغازيهم كمثل البداء الذي ذهبت الأهواء والنزعات فيه كل مذهب كيفما ذهبت بالقالة اغراضهم وبواعثهم لكن علماء الامامية حققوه أحسن تحقيق وكتبوا فيه الرسائل والمقالات المتعة