المعلوم إمكان التمسك بالعترة (١) فلو كان المراد بالكتاب ، الكتاب الذي كان عند عليّ ـ عليهالسلام ـ وقلنا لمغايرته مع ما بأيدينا ، لم يتمكن العباد من التمسك به (٢) ، والأئمة ـ عليهمالسلام ـ تمسكوا بخبر الثقلين مرارا في كلماتهم ، فلا يقال : إنّه ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ قال : «لن يفترقا» ، ولكن الأمّة فرّقت بينهما.
ومنها : أخبار عرض الروايات المنقولة عنهم ـ عليهمالسلام ـ على الكتاب وأنّ ما خالفه زخرف أو باطل أو يضرب على الجدار ونحوها. (٣)
ومنها : قول الثاني عند وفاة النبي ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ بمحضره :
__________________
(١). باتباع أوامرهم ونواهيهم وهذا شيء لا يتوقف على الاتصال بالإمام والمخاطبة معه شفاها ؛ فإنّ التمسك بالعترة لا يتصور له غير ذلك المعنى الذي لم يتوقّف تحققه بملاقاة الإمام سواء يمكن للمتمسك الوصول إلى الإمام كزمان الحضور غالبا أم لم يمكن كزمان الغيبة.
(٢). لأنّ التمسك بالقرآن لا يتصور إلّا بوجوده بين أيدينا ، فلا بد من كون الصحيح منه موجودا بين الأمة ، ومجرّد وجوده عند الحجة (ع) مع غيبته أيضا وعدم إمكان الوصول إليه (ع) لا يكفي. أنظر للتفصيل البيان ، ص ٢١٠ ـ ٢١٣.
(٣). فقد جاء في الكافي (ج ١ ، ص ٦٩) بإسناده عن أيوب بن الحر قال : سمعت أبا عبد الله (ع) يقول : «كلّ شيء مردود إلى الكتاب والسنة ، وكلّ حديث لا يوافق كتاب الله فهو زخرف».
وفيه أيضا (ج ١ ، ص ٦٩) بإسناده عن السكوني ، عن أبي عبد الله (ع) قال : «قال رسول الله (ص) : إنّ على كلّ حقّ حقيقة ، وعلى كلّ صواب نورا ، فما وافق كتاب الله فخذوه ، وما خالف كتاب الله فدعوه».
وفي ذلك المعنى روايات اخر ، فلاحظ وسائل الشيعة ، ج ١٨ ، ص ٧٨ ـ ٨٠.
وسيذكر المؤلف ـ قدسسره ـ تقريب الاستدلال بتلك الروايات عند إعادة ذلك الدليل بنفسه.