على النبي ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ بلسان قريش. (١)
ومسألة اختلاف القراءة ، أكثرها من اختلاف لهجات طوائف العرب وقليلها من أخبار الآحاد. فأصل (٢) القرآن متواتر بين المسلمين ، داخل في الضروريات ، (٣) العلم الإجمالي حاصل بكون إحدى القراءات هي المنزل ، وينحل هذا العلم ويتعين أنّه هي القراءة الموجودة بأيدي الناس (٤) ، وذلك لأمر الأئمة ـ عليهمالسلام ـ بقراءته والتمسك به وعرض الأخبار عليه وقراءته كما يقرأه الناس المسلمون (٥) ، فلا إشكال
__________________
(١). ورد في صحيح البخاري (ج ٦ ، ص ٩٩) بإسناده عن أنس : «... أرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا الصحف ننسخها في المصاحف ثمّ نردّها إليك ، فأرسلت بها حفصة إلى عثمان فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف ، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة : إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش ، فإنّه انما نزل بلسانهم».
(٢). الاولى تبديل الفاء بالواو.
(٣). لأنّ القرآن انّما يثبت بالتواتر لا بالآحاد ، لتوفر الدواعي على نقل ما كان أساسا للدين الإسلام وكلّ شيء تتوفر الدواعي على نقله ينحصر طريق ثبوته بالتواتر ، وهذا ممّا اتفق المسلمون عليه أهل السنة والشيعة. ولا صلة بين تواتر القرآن وعدم تواتر القراءات حتى يقال : نفي تواتر القراءات يوجب نفي تواتر القرآن ، لأنّ الاختلاف في كيفية الكلمة لا ينافي الاتفاق على أصلها ، فالقرآن شيء والقراءات شيء آخر.
(٤). وهي ما ينطبق على قراءة عاصم برواية حفص.
(٥). فقد جاء في الكافي (ج ٢ ، ص ٦٣١ ، كتاب فضل القرآن ، باب النوادر) بإسناده عن سفيان بن السمط قال : سألت أبا عبد الله (ع) عن تنزيل القرآن ، قال : «اقرءوا كما علّمتم» وجاء عنه (ع) أيضا في الكافي (ج ٢ ، ص ٦٣٣) : «اقرأ كما يقرأ الناس». وسنذكر في الذيل ما يتعلق بالروايتين.