و «سورة الحفد» (١) و «سورة النورين». (٢)
وحيث كان مجموع علي ـ عليهالسلام ـ مشتملا على التأويلات وكل ما نزل ، وكانت على خلاف مسلك الطواغيت لم يقبلوه ، فاندفع إشكال أنّ عدم قبولهم مجموعه ، كاشف عن الإسقاط والتحريف. (٣)
واما إشكال إحراق عثمان أو دفنه سائر المصاحف (٤) فمن الممكن القريب أنّه حيث رأى أنّ كلّا من القرّاء كتب في مصحفه ما سمعه أو خطر بباله من التأويلات أو اختلاف القراءات (٥) ، فأتلفها وحصر بالقرآن المنزل
__________________
(١). ذكرها وكذا سورة الخلع في فصل الخطاب (ص ١٤٢ و ١٤٣ و ١٤٥ و ١٧٢) نقلا عن الإتقان (ج ١ ، ص ٦٥ وج ٢ ، ص ٢٦) والدرّ المنثور (ج ١ ، ص ٣) ومجمع الزوائد (ج ٧ ، ص ١٥٧) واشتهر السورتان بدعائي الخلع والحفد ، قنت بهما في الصلاة بعض الصحابة ، وروي ثبوتهما في مصحف ابيّ بن كعب هكذا : «اللهم إنّا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك. اللهم إياك نعبد ولك نصلّي ونسجد وإليك نسعى ونحفد ، نرجوا رحمتك ونخشى عذابك ، إنّ عذابك بالكافرين ملحق».
(٢). اسم آخر لسورة الولاية.
(٣). قد ذكرنا أنّ الإشكال وجود الروايات الدالّة على أنّ مصحف الإمام عليّ (ع) مشتمل على أبعاض ليست موجودة في القرآن الذي بأيدينا ؛ فما ذكره المؤلف ـ قدسسره ـ هنا صورة أخرى عن الإشكال.
(٤). وتقرير الإشكال هكذا : لقائل أن يقول : لا يخلو من أن يكون في تلك المصاحف ما هو في هذا المصحف أو كان فيها زيادة أبعاض على ما هو في أيدي الناس ، فإن كان فيها ما هو في أيدي الناس فلا معنى لجمعه أولا إن كان الجامع هو ولإحراقه ثانيا ولا يظنّه ذو فهم ، وإن كان فيها زيادات على ما في أيدي الناس وقصد إبطال بعض القرآن فهذا هو الذي نحن بصدد إثباته.
(٥). وهي الاختلاف في ألفاظ الوحي المذكور في الحروف ، وكيفيتها من تخفيف وتشديد وغيرهما ، وذلك لا ينافي الاتفاق على أصلها.